لم تكتمل حالة الفرح التي سادت أوساط المشاركين في «قافلة شريان الحياة 5» القادمة من لندن والمتوجهة إلى قطاع غزة، والتي توجد حاليا بمدينة اللاذقية السورية، إثر إعلان السلطات المصرية السماح لها بالعبور عبر ميناء العريش إلى معبر رفح، بسبب استثناء الناشط والبرلماني البريطاني جورج غالاوي، الذي اعتبرته الحكومة المصرية «شخصية غير مرغوب فيها». واستغرب المسؤولون عن القافلة في وقت سابق تأخر رد القاهرة، رغم أنهم سلموا القنصل المصري بدمشق في الخامس من الشهر الجاري كل البيانات التي تخص المشاركين بالقافلة ومحتوياتها. كما انتقد قادة القافلة موقف القاهرة بمنع غالاوي- أحد المشاركين بالقافلة- من دخول مصر، وقال الناطق باسم القافلة زاهر بيراوي: «ليس في مصلحة مصر أن تمنع الرجل الذي دافع عن القضية الفلسطينية لأكثر من 30 عاما». وتضم القافلة التي انطلقت من لندن في ال12 من الشهر الماضي متطوعين من نحو ثلاثين بلدا جمعوا مساعدات تحملها 144 شاحنة. وكانت القاهرة قد أبلغت القافلة في وقت سابق بموقفها المبدئي المرحب بالتعاون مع أي جهة أومنظمة تريد إدخال مساعدات إنسانية للشعب الفلسطينيبغزة من خلال ميناء العريش وفق الضوابط التي تضعها السلطات المصرية. وأعلنت وزارة الخارجية المصرية أول أمس أن مصر بصدد إبلاغ منظمي قافلة «شريان الحياة 5» بالسماح لهم بالدخول إلى ميناء العريش. وقال السفير حسام زكي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، «نحن الآن بصدد إبلاغ منظمي القافلة بالسماح لهم بالإبحار من ميناء اللاذقية السوري إلى ميناء العريش»، مؤكداً على أن موقف مصر من النائب البريطاني السابق جورج غالاوي لم يتغير، في إشارة إلى قرار منعه من دخول مصر. وكان زكي قد كشف الأسبوع الماضي عن اتصالات جرت لأول مرة بين منظمي قافلة «شريان الحياة 5» البحرية وبين مسؤولين مصريين، موضحاً أن اللقاء الذي جمع بين السفير المصري في دمشق وعدد من ممثلي الجهات القائمة على تنظيم القافلة، تناول عدداً من الأمور التنظيمية، التي يمكن من خلالها تسهيل دخول القافلة إلى ميناء العريش المصري ومنه بعد ذلك إلى قطاع غزة. وقال الناطق الإعلامي للقافلة زاهر بيراوي إنه «تم تبليغ قيادة قافلة «شريان الحياة 5» بالقرار الإيجابي للسلطات المصرية بالسماح للقافلة بالإبحار من ميناء اللاذقية إلى ميناء العريش ومنه إلى معبر رفح». وأشار إلى أن تبليغ القرار المصري تم «بشكل شفهي» من قبل عدة أعضاء في السفارة المصرية في دمشق، ومنهم القنصل محمد فيومي المعتمد من السفارة للتواصل مع قافلة شريان الحياة. وعبر بيراوي عن أمل أعضاء القافلة بأن «يطبق القرار الشفهي تطبيقا أمينا ودقيقا على الأرض، بدءا من اللاذقية ووصولا إلى العريش، وأن نلمس تسهيلات حقيقية وأن لا نكتشف إجراءات أو اشتراطات مصرية جديدة تعيدنا بها الحكومة المصرية إلى المربع الأول». وأشار إلى أن «المخاطبة الشفهية كافية، ولكننا طلبنا أن يكون هناك نص مكتوب، خاصة أنه كانت بيننا مراسلات بشأن تفاصيل الشاحنات والمساعدات وننتظر ذلك خلال الساعات القادمة». وأضاف أن انطلاق القافلة سيتم بمجرد تأكيد القرار المصري كتابة، متوقعا أن يتم الإبحار مساء غد السبت. واعتبر القرار «خطوة إيجابية تعبر عن انسجام الحكومة المصرية مع تطلعات الشعب المصري ورغبته في كسر الحصار وتنسجم كذلك مع التاريخ المشرف للشعب المصري في الدفاع عن قضية فلسطين». وثمن بيراوي «هذه الخطوة عاليا»، متوجها بالشكر إلى «كل من ساهم في الوصول معنا إلى هذا التوافق مع الحكومة المصري». من جانب آخر، عبر بيرواي عن أسفه على إصرار القيادة المصرية على «استبعاد قائد القافلة النائب البريطاني جورج غالاوي»، معتبرا أن «تسوية الأمر مع غالاوي لا تتم عبر استبعاده من مصر ونأمل أن تتم تسوية العلاقة في أقرب وقت ممكن إن لم يكن لهذه المرة». وكانت السلطات المصرية اصدرت قرارا في يناير الفائت اعتبرت فيه غالاوي «شخصا غير مرغوب به في مصر ولن يسمح له مستقبلا بالدخول إلى مصر». وكانت القافلة الاوروبية بدأت في 12 شتنبر الفائت رحلتها الى قطاع غزة من امام مجلس العموم البريطاني بقيادة غالاوي، وتوقفت في مدينتي ليون الفرنسية وميلانو الايطالية ووصلت الى اللاذقية (الساحل السوري) مساء الأحد. ووصلت الدفعة الثانية من القافلة بعد يومين من وصول القافلة الأوروبية قادمة من الأردن تضم 52 شاحنة و120 ناشطا ومساعدات إنسانية مقدمة من دول الخليج العربي والأردن. والتحقت بهم الدفعة الثالثة التي قدمت من المغرب العربي. ومن المقرر ان تتجه القافلة التي تضم 144 شاحنة وتقل نحو 380 ناشطا بحرا من اللاذقية إلى مصر ومنها إلى قطاع غزة.