قررت السلطات المصرية منع النائب البريطاني، جورج غالاوي، من دخول مصر مجدداً، واعتبرته شخصاً "غير مرغوب فيه"، على خلفية تصريحات أدلى بها أثناء وجوده في قطاع غزة، مع قافلة المساعدات الإنسانية "شريان الحياة 3"، التي دخلت إلى القطاع عبر معبر رفح وقالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان الجمعة، إن غالاوي أصبح شخصا "غير مرغوب فيه"، وأنه لن يسمح له مستقبلاً بالدخول إلى مصر، بعدما أدلى النائب البريطاني بأحاديث لوسائل إعلام مختلفة، قال فيها إنه لا يسعده أن يذهب إلى مصر، ولا يرغب في العودة إليها. وجاء في البيان الذي نقلته وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، وموقع "أخبار مصر" التابع لاتحاد الإذاعة والتلفزيون، أن غالاوي "لم يجد بديلاً لآمناً للخروج من غزة والعودة إلى دياره، إلا عن طريق مصر، وفي حماية السلطات المصرية"، حيث غادر القاهرة متوجهاً إلى لندن صباح الجمعة. وكانت مصر قد اتهمت النائب البريطاني بإثارة المشاركين في القافلة، فضلاً عن تهديده وبعض المشاركين بحرق السيارات داخل ميناء العريش، وذلك عقب أعمال الشغب التي قام بها المشاركون في "شريان الحياة 3" في الميناء، والتي أسفرت عن إصابة عشرات من أفراد الشرطة المصرية وأعضاء القافلة. وقال حسام زكي المتحدث باسم الخارجية، في تصريح إن "كثيراً من أعضاء القافلة أظهروا حقداً أسود وأعمى ضد أبناء شعب مصر، رغم كل المساعدات التي قدمها لهم الشعب المصري"، بحسب ما نقلت وسائل الإعلام الرسمية الصادرة بالقاهرة. وأثارت قافلة "شريان الحياة 3" جدلاً واسعاً، بعدما رفضت السلطات المصرية دخولها عبر ميناء نويبع الواقع على خليج العقبة، في شمال البحر الأحمر، وأكدت أن ميناء العريش، على البحر المتوسط، هو الممر الوحيد الذي يجب أن تسلكه القافلة في طريقها إلى قطاع غزة. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية، في تصريحات سابقة، إلى أن القافلتين الأولى والثانية دخلتا إلى قطاع غزة دون مشكلات، بشهادة الجميع، بمن فيهم القائمين على هذه القافلة، مؤكداً أن مصر لم تخطر بمسيرة دخول القافلة الثالثة إلا في الفترة الأخيرة. وفيما ألمح زكي إلى أن قرار عدم السماح بدخول القافلة عبر ميناء نويبع، ربما يرجع لأسباب أمنية، فقد شدد على أن "هذه الأمور تخص السيادة المصرية"، وأضاف أن "الدخول من هذه النقطة أو تلك، تقرره مصر، ولا يقرره منظمو هذه القافلة." وتسببت حالة الاحتقان التي نجمت عن هذا الجدل، إضافة إلى ما يُثار عن تشييد مصر لجدار "فولاذي" على الحدود مع قطاع غزة، في اندلاع مواجهات دامية بين عدد من الفلسطينيين وأفراد من الشرطة المصرية، مما أسفر عن مقتل أحد أفراد قوات الأمن المصرية، وإصابة آخرين من الجانبين