نفى القاضي الإسباني المختص في قضايا الإرهاب بالتاسار غارثون أول أمس ما قاله في تصريحاته التي أدلى بها يوم الخميس الماضي بشأن وجود خلايا إرهابية بالمغرب قادرة على تهديد إسبانيا والبلدان الأوروبية، وأكد أن المغرب يخوض حربا ضد الإرهاب بطريقة فعالة، وأنه «لا يشكل أي تهديد بالنسبة لأوروبا». وكانت بعض المصادر الإعلامية الإسبانية قد نسبت إلى غارثون قوله، أمام اللجنة البرلمانية للتقصي في تفجيرات محطة القطار بمدريد يوم 11 مارس الماضي في شهادته، إن هناك ما بين 900 إلى 1000 إرهابي مستعدون لتفجير أنفسهم وتكرار ما حدث في العاصمة الإسبانية، سواء في إسبانيا أو في الدول الأوروبية، وأن المغرب يشكل أكبر تهديد إرهابي بالنسبة لأوروبا، مطالبا في الوقت ذاته بضرورة التنسيق الأمني بين العواصم الأوروبية. غير أن الإعلام المحسوب على تيار اليمين ضخم من تلك التصريحات وحاول الركوب عليها لإدانة المغرب، في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات المغربية الإسبانية تطورات إيجابية لم ترق هذا التيار. وقال غارثون، الذي كان يشارك في الجامعة الصيفية لمؤسسة خوان كارلوس، التي تنعقد من 19 إلى23 من الشهر الجاري جنوبمدريد، «إن هذه المجموعات لا توجد بالضرورة كلها في المغرب، بل يمكن أن توجد حتى في إسبانيا أو في أوروبا، حيث إمكانية عبور الحدود، كما أن قربنا يمكن أن يتم استغلاله من طرف هذا النوع من المجموعات التي يمكنها التحرك من الداخل كما في الخارج»، وأضاف غارثون أن «القول بأن هناك900 انتحاري في المغرب أمر مبالغ فيه ولا يعبر عن الحقيقة، خصوصا وأن هذا لا يعكس إطلاقا العمل المهم الذي قامت به السلطات المغربية في مواجهة هذا النوع من الجرائم»، وأكد أنه توجد في المغرب كما في إسبانيا وأوروبا مجموعات منظمة بشكل أو بآخر، كانت هدفا لتحقيقات وتتعاطى أنشطة يمكن تصنيفها في نطاق الإرهاب الدولي، مبرزا أهمية التعاون بين البلدان الأروبية والمغرب لوضع حد لمثل هذه الأنشطة، وأوضح أنه «من المهم جدا للسلطات بالمغرب وإسبانيا وبلدان أوروبية أخرى، التي تعتبر منطقة تأثير لهذه المجموعات، العمل في مجال البحث والوقاية والتحقيق لمراقبة هذه المجموعات ومتابعتها». وكانت تصريحات القاضي الإسباني في المحكمة الوطنية الإسبانية قد أثارت انتقادات واسعة من لدن أحزاب وجمعيات من المجتمع المدني في المغرب، بسبب انحيازها إلى أطراف في إسبانيا تريد الإساءة إلى المغرب، كما أنها اعتبرت إنكارا للجهود التي يبذلها المغرب في مكافحة الإرهاب منذ تفجيرات 16 ماي الإرهابية في الدارالبيضاء. إدريس الكنبوري