تميزت حلقة الثلاثاء 12 مارس 2002 من برنامج في ظلال الإسلام بموضوع وازن وحديث شيق تمحور حول دور القرآن ومساهمته في إحياء العلوم وبلورتها في واقع المسلمين والبشرية جمعاء. البرنامج (في ظلال الإسلام) هو واحد من البرامج الدينية المحدودة العدد والتي تعاني إجحافا وحصارا وتهميشا واضحا (مثلا تأخير بثه إلى الواحدة ليلا أو بثه في وقت غير مناسب)، وعلى الرغم من ضيق الحيز الزمني لحلقة يوم الثلاثاء 12 مارس 2002، استوعبت أهم شيء في كلام الضيف الدكتور ادريس الخرشاف، صاحب سلسلة التفاسير العلمية لبعض قصار السور. وقد رد ضيف البرنامج تأخر المسلمين في ميدان التكنولوجيا إلى حقيقة ثابتة مفادها أن المسلمين لا يفهمون قرآنهم في العصر الحديث، ولا يضعونه الموضع الذي يستحقه. وقال إن القرآن يجب أن يتلى في المختبرات وليس في القابر، وأن كتاب الله لم يعد فضاؤه اليوم الشعر والأدب، وإنما حقل العلم والتكنولوجيا، وأنه قد آن الأوان كي ندخل القرآن إلى المستشفيات وكليات الطب والعلوم. ولم يفت الدكتور ادريس الخرشاف أن يمن على البرنامج ومشاهديه بأمثلة تشهد على اعتراف الغرب وأهله بهذه الحقيقة، انطلاقا مما توصل إليه بعض علماء الغرب من حقائق علمية وجدوا لها تأكيدا ضمن الكتاب المقدس للمسلمين (القرآن الكريم)، ففي علم الأجنة وعلم التصنيف الشجري وعلوم البيولوجيا عامة، صار العلماء من كندا من جامعة طورونطو ومن أمريكا يحيلون بعضهم البعض على التصنيف القرآني الذي جاء في الآية الكريمة رقم أربعة من سورة المومنون (يأيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم). صدق الله العظيم، كما أشار الدكتور إدريس الخرشاف إلى النقاشات العلمية الجارية حول العلاقة المتواجدة بين الجهاز التناسلي والجهاز العضمي والتي يطرحها القرآن الكريم أيضا في الآيات الكريمات التي جاء الكلام فيها على لسان سيدنا زكرياء، (قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا... قال رب أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا). كما أصل الأستاذ الخرشاف لنظرية علمية رياضية وهي نظرية التجاوزات في آخر سورة المزمل. ويبقى هذا التميز الذي سجله برنامج في ظلال الإسلام ومعدته اكرام بناني ومخرجه عبد الله العلوي تميزا ملحوظا وسط كم هائل من البرامج التافهة والمسلسلات الساقطة التي تدعوا إلى الهبوط والتي طغت على كل إيجابية قد تأتي بها القناة الأولى، فإلى متى تفيض التلفزة المغربية بقناتيها على المواطنين ببرامج الخير والنفع عوض برامج الإساءة؟ الهرتازي