سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إكرام بناني معدة ومقدمة برنامج الأسرة المسلمة في حوار ل"التجديد": أقف وقفة إجلال للمرأة المسلمة التي تلبس لباس الإسلام وتتحدى كل ما يمكن أن يقال عن ذلك
وعدت إكرام بناني (مقدمة برنامج الأسرة المسلمة بإذاعة محمد السادس للقرآن الكريم) مستمعيها بالتطرق إلى مواضيع جديدة ومتنوعة تخص الأسرة خلال شهر رمضان المقبل. وقالت إن تكليفها بإعداد البرنامج كان استجابة لدعاء دعته. وتحدثت إكرام في حوار ل «التجديد» عن نشأتها ودخولها غمار مهنة المتاعب، وصولا إلى موضوع حلقة يوم غد من برنامج الأسرة المسلمة وهذا نص الحوار: من تكون معدة ومقدمة برنامج الأسرة المسلمة على أمواج إذاعة محمد السادس للقرآن الكريم؟ إكرام بناني الرطل أستاذة العلوم الطبيعية خريجة المدرسة العليا للأساتذة بفاس، والمجال الإعلامي بالنسبة لي هو مجال الإبداع وإبراز الطاقات الخامدة التي تكونت نتيجة حاجة نفسية ومجتمعية. فبعد أن اشتغلت لمدة ثماني سنوات في التعليم الثانوي، خضت أول تجربة إعلامية بالمساهمة في إعداد برنامج ذكر ودعاء خلال شهر رمضان الكريم في سنة 1993 وحظي بقبول عدد كبير من المشاهدين، ولا أجانب الحقيقة إن قلت أنني كنت أول سيدة شابة (معدة برنامج تلفزي) تظهر على الشاشة المغربية بالجلباب المغربي وغطاء للرأس وهو ما شكل تحديا حقيقيا. وفي مرحلة متقدمة تحول عندي العمل الإعلامي من طابع الهواية إلى طابع المهنية والاحترافية إذ أعددت عدة برامج تلفزيونية أسبوعية منها برنامج مرايا النسائي والاجتماعي وبرنامج إيكولوجيا العلمي والبرنامج الديني في ظلال الإسلام، بالإضافة إلى عدة محطات أعددت فيها برامج وثائقية مختلفة. وكل البرامج التي أعددتها وقدمتها للتلفزة المغربية كانت تعتمد على أرضية إسلامية. كيف كانت نشأة إكرام بناني؟ أتشرف بكون والدي خريج جامع القرويين بفاس حافظ لكتاب الله منذ سن عشر سنوات، وقد ساعدني على حفظ الأربعين حديثا النووية وبعض الأحزاب من القرآن الكريم في سن مبكرة، وكانت له شخصية مشرقة تستقطب المحيطين به، كما كان حريصا على إفادة كل من يحيط به من أبنائه وأقربائه ومعارفه، بالإضافة إلى كونه رجل قانون تدرج في سلك القضاء كرئيس محكمة ووكيل عام بالمجلس الأعلى للقضاء. ومنذ 22 سنة التحق بدولة الإمارات العربية مستشارا في الشؤون الإسلامية والقضائية. أما والدتي فقد تخلت عن مهنتها في التعليم لتتفرغ إلى تربية أبنائها وإفادة أبناء الجيران، تعلمت على يديها مخارج الحروف والطريقة السليمة لنطق اللغة العربية الفصحى ولم أتأثر بأصولي الفاسية المتميزة ببعض اللكنات الخاصة كنطق الهمزة عوض القاف والغين عوض الراء، وهو ما ساعدني في المجال التعليمي والإعلامي. وانطلاقا مما سبق أعتبر أسرتي مدرجا من مدرجات الكلية أساتذتي فيها: والدي وأمي. وكيف تتعامل إكرام مع أبنائها؟ لي ولدان: سيدي يوسف وسيدي أنس، أجدني راضية عنهما أتم الرضى نظرا للعلاقة الحميمة التي تربطني بهما، فأنا بالنسبة لهما بمثابة الأم والأخت والصديقة، أضمهما لمرات عديدة خلال اليوم، وأظن أن الحب الذي أعطيتهما بسخاء هو الذي جعلهما مطيعين ومرشدين لي، ولا أخفي أنهما يشاركاني في إنجاز تقديم لبعض الأعمال الإعلامية. وأعتبر متتبعي برامجي أعضاء من أسرتي الكبيرة داخل المغرب وخارجه، فكلما كثر أفراد الأسرة كثر العطاء، وأشعر أن عطائي يتقدم مع توالي السنين،و كلما زادت الأعوام أترقى في العطاء وفي المعين الروحي الذي يلهمني حيوية وشبابا. نود أن تحدثي قراء التجديد عن فكرة برنامج الأسرة المسلمة في إذاعة محمد السادس للقرآن الكريم، كيف بدأت وكيف تم تجسيدها وتطويرها إلى الآن؟ كانت فرحتي كبيرة بتدشين صاحب الجلالة لإذاعة محمد السادس للقرآن الكريم، وكان أول دعاء دعوته حين كنت من مستقبلي جلالة الملك محمد السادس في مركز الإذاعة والتلفزة المغربية عند هذا التدشين أن يكتب الله لي المساهمة في هذه الإذاعة، فاستجاب الله لي، إذ منذ عدة أشهر من الآن تلقيت مكالمة هاتفية من المسؤول عن الإذاعة المذكورة ليخبرني أنه تم اختياري بالإجماع من قبل القائمين على هذه الإذاعة لإعداد برنامج الأسرة المسلمة وكان جوابي أن هذا أمر وليس طلبا وأني فخورة بهذا التكليف. والحمد الله لحد الآن قدمت ما يقارب 20 حلقة نوقشت فيها مواضيع مختلفة تمس جوهر مشاكل الأسرة المغربية، منها موضوع التسول، والأطفال الجانحين، والتشرد، والسعادة الزوجية والتنمية البشرية في شتى مجالاتها الهادفة إلى استثمار الطاقات البشرية عن طريق التصالح مع الذات ونفض الغبار لطرح كل ما هو سلبي، وهذا الأمر يتأتى عن طريق التطبيق السليم للإسلام الذي يعتبر أرضية لحياة سعيدة في كل توجهاتها وميادينها. من خلال إعدادك لبرنامج الأسرة المسلمة كيف تقيمين تطور المرأة المغربية؟ إذا كان الإسلام كرم المرأة تكريمين، أولا بصفتها إنسانا، وثانيا بصفتها امرأة فإنه بذلك يكون قد أنصفها بحق. ومن خلال احتكاكي بالمرأة سواء في برامجي السابقة أو في علاقاتي الشخصية أو حتى في برنامج الأسرة المسلمة، تبين لي أن المرأة المغربية باستطاعتها أن تقوم بأربعة أو خمسة أدوار في الوقت نفسه وتكون أهلا لتلك المسؤوليات، في حين أن الرجل لا يمكن أن يبدأ في شيء إلا بعد إتمام ما قبله، بل لابد من مساعدة المرأة له، فإذا كان مسؤولا في إدارة ما فإن المرأة هي التي ترتب له أوراق عمله، وفي البيت تكون زوجته يده اليمنى أو بنته أو أخته، وبهذا فالمرأة في نظري ليست فقط نصف المجتمع كما يقال بل هي ثلاثة أرباع المجتمع إن لم نقل المجتمع كله. ولا أقصد التنقيص من قيمة الرجل بل أؤكد على وجوب التكامل بينه وبين المرأة. وللأسف رغم الدور المهم للمرأة المغربية لا تزال تتعرض للتهميش رغم ما تم تحقيقه لمصلحتها في الجوانب القانونية أو الحقوقية. ينبغي أن ننظر إلى المرأة بالنظرة التي نظر إليها الإسلام فكرمها، ولا نغالط أنفسنا في الاعتقاد بكون هيأة الأممالمتحدة هي التي أنصفت المرأة، بل مع بزوغ فجر الإسلام حققت المرأة قفزة نوعية من حيث التكريم والإجلال. وينسى مثلا من يرى بأن تعدد الزوجات ظلم للمرأة ، أن الإسلام حد التعدد في أربع زوجات بعدما كان التعدد بأكثر من ذلك. على ذكر التعدد، ما رأيك فيه؟ الإسلام لم يحرم التعدد لأنه في بعض الأحيان يكون حلا، ثم إن التعدد يتماشى مع التكوين الفيزيولوجي للرجل، أضف إلى ذلك أن الكثير من بنات المسلمين العفيفات الطاهرات بقين دون زواج ،ولا يعشن حياتهن الطبيعية كما ينبغي لكل امرأة. كما أن كثيرا من الشباب تحول البطالة بينهم وبين الإقدام على الزواج. لقد آن الأوان لنتحدث بصراحة في هذا الموضوع، فلا داعي لحجب الشمس بالغربال. ما هي الأهداف البعيدة والإجرائية لبرنامج الأسرة المسلمة؟ الهدف العام واضح من طبيعة الحال ،والمتمثل في ملامسة قضايا الأسرة ،وإسماع صوت المهتمين بهذا المجال، أما بخصوص المواد فلا أخفيك أنه كما استجاب الله دعائي بالمساهمة في إنجاح إذاعة محمد السادس للقرآن الكريم، فإن المواضيع تأتيني بتلقائية ويسر وهذه نعمة من الله، فقبل أن أفكر في موضوع معين أجد موضوعا آخر يطرق باب تفكيري، والأجمل فيه أن يكون مناسبا وموضوع الساعة. ومن جهة أخرى فإنني أتابع أخبار الضيوف الوافدين على المغرب ،ممن يمكنهم إفادة الأسرة فأحقق لبرنامج الأسرة المسلمة السبق. هناك بعض النساء اللواتي يلاحظ أن واقعهن بعيد كل البعد عن تعاليم الإسلام، وعند الحديث إليهن يجد الفرد أن ظروفا خاصة حالت دون تمسكهن بدينهن. هل حاول برنامج الاسرة المسلمة التقرب من هذه الشريحة؟ صراحة البرنامج لا يزال في بدايته وعندما يتحقق له الرسوخ، لابد إن شاء الله من الاقتراب من هذه الفئة التي تعاني من أمور مستحدثة ،والشعب المغربي الأصيل بريء منها. وينبغي الإشارة إلى أن كل الشعوب تتعرض لمثل هذه المشاكل المتعلقة بصعوبة التوفيق بين الوافد والأصيل، والأمر لا يتعلق دائما بالفقر، فقد نجد امرأة فقيرة ولكنها تختار طريق العفاف والتعفف، فنجد أما لليتامى أو غيرها خادمة في المنازل وتكسب قوتها بطريقة شرعية. وبالمناسبة يجب أن تعرف كل امرأة أن الانحراف ليس بابا للرزق بل أبواب الرزق بيد الله ويكفي أن نعبده حق العبادة ونتقرب منه إذ أنه من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب. فإذا قلنا بأن على المرأة أن تكون صالحة يجب بالمقابل أن نوفر لها مجالا للصلاح، كأن لا نحرمها من الزواج أو من حقها الطبيعي في الحياة. لا شك أن مدونة الأسرة رغم كل الحملات التحسيسية التي نظمت بشأنها لم تأخذ بعد حظها المقدر من الفهم والاستيعاب. ما موقع هذا الموضوع في أجندة برنامج الأسرة المسلمة؟ أشكرك على مثل هذه الأسئلة لأنها تساعد في توجيه العمل، خصوصا وأن من أهداف برنامج الأسرة المسلمة تعريف المرأة والأسرة المغربية بحقوقها وواجباتها. ومن المقرر بعد شهر رمضان إن شاء الله تقديم سلسلة حلقات للتعريف بمدونة الأسرة بشكل يمكن المرأة الموجودة في القرى النائية من معرفة مضامين هذا القانون ولو استدعى الأمر التحدث بالدارجة ولم لا الأمازيغية لتمكين كل الشرائح من الوعي بحقوقها وواجباتها. ومع الأسف نجد حتى بعض رجال القانون لم يستوعبوا بعد كل بنود هذه المدونة الشيء الذي جعل هذه الأخيرة رغم كونها تتضمن عدة إيجابيات لم تتحقق على أرض الواقع. وهذه دعوة للمستمعات لتتبع برنامج الأسرة المسلمة الذي يبث يوم الخميس على الساعة الثالثة بعد الزوال مع الإعادة في اليوم نفسه على الساعة العاشرة ليلا. ونحن على أبواب رمضان الكريم بماذا تعدين مستمعي برنامج الأسرة المسلمة؟ أعد المستمع الكريم بأنه سيستمع إن شاء الله من خلال برنامج الأسرة المسلمة إلى العديد من المواضيع الجديدة التي تساهم بشكل إيجابي في المزيد من تدين الفرد المغربي. وكيف تستعدين شخصيا لقضاء شهر رمضان المقبل؟ رمضان إكرام هو رمضان المسلمة المغربية، لم أغادر المغرب منذ انطلاق برنامج في ظلال الإسلام نظرا لكون هذا الشهر مناسبة لاستقبال العلماء ضيوف صاحب الجلالة في الدروس الحسنية ،والذين يشرفون البرنامج يمساهماتهم العلمية. ولا يفوتني أن أهنئ من أتيحت له الفرصة لقضاء شهر رمضان في أداء مناسك العمرة والتعبد في بيت الله الحرام وزيارة المسجد النبوي. وفي الوقت ذاته أرى بأنه ليس من الضروري أن يتجه الفرد الواحد لقضاء العمرة كل سنة على اعتبار أنه يمكن توفير مال رحلة معينة للتنفيس على الفقراء أو تقديم خدمة للمجتمع. وإن كان ولابد من تكرار العمرة فلتكن مرة خلال كل خمس سنوات والله أعلم. ما هي كلمتك للمرأة المسلمة في المغرب وفي غيره من بلاد العالم؟ أقف وقفة إجلال للمرأة المسلمة التي تلبس لباس الإسلام وتتحدى كل ما يمكن أن يقال عن ذلك. المرأة التي تفتخر بكونها مسلمة وتؤدي صلاتها في وقتها. والمرأة التي تصبر على المحن والفتن مهما كان مصدرها لا لشيء إلا لأنها تنظر إلى كل محنة على أنها ابتلاء، وهي على يقين أن الفرج سيتحقق بصبرها. كذلك وقفة إجلال للمرأة الفلسطينية التي وهبت فلذات كبدها للاستشهاد. هذه الفلذات التي قدمت أرواحها فداء للدفاع على بيت المقدس الذي نسأل الله أن نصلي فيه ويحقق مبتغانا في جمع كلمتنا وتوحيد صفوفنا من أجل كلمة لا إله إلا الله على أساس من العدل والاعتدال والمساواة، ونبذ الطائفية والنزعة القبلية، فالإسلام جاء ليوحد لا ليفرق. كذلك وقفة إجلال للمرأة العراقية وفي كل البقاع المضطهدة، وكذا وقفة إجلال لكل من يعمل من أجل الدعوة إلى الله من قريب أو من بعيد. وختاما وقفة إجلال لجريدة التجديد التي أمتعتنا في كثير من الأوقات بمواضيعها الجادة التي تخدم الصالح العام. وماذا عن حلقة يوم غد إن شاء الله برنامج الأسرة المسلمة؟ حلقة هذا الأسبوع تتمحور حول التربية داخل الأسرة وكيفية التعامل مع الأبناء وخصوصا مع المراهق وعبارة المراهق عند الناس للأسف عبارة مبتذلة، ينظر إليها أحيانا بدونية وبشكل مشين ، في حين أنه في هذه الفترة تبدأ ملامح الشخصية في الاكتمال .والبرنامج يسلط الضوء على كيفية التعامل مع الأطفال في مرحلة المراهقة من خلال استجواب الدكتور مصطفى أبو سعد الذي يعتبر من الأطر الدولية وبخاصة في العالم الإسلامي في التدريب على التنمية البشرية، ويعمل أيضا مستشارا في التربية الأسرية.