لاحظ أغلب المتتبعين لبرامج القناة الأولى خلال هذا الشهر الكريم الغياب شبه التام للبرامج المرتبطة بالعلوم الشرعية بصفة عامة. لاستجلاء الأمر، اتصلت التجديد بالأستاذة إكرام بناني الرطل المسؤولة عن تقديم برنامج في ظلال الإسلام، الذي يبث يوم الجمعة مباشرة بعد أخبار الظهيرة على القناة الأولى، فأكدت لنا أن المشكل لا يكمن في غياب برامج من هذا النوع، فهي موجودة، لكن المشكل يكمن في التوقيت الذي تبث فيه هذه البرامج. في هذا السياق، أوضحت الرطل أن أغلب البرامج الدينية -على قلتها-تبث قبل الإفطار، وهي فترة لا تحظى بمشاهدة شعبية محترمة، على اعتبار أن المشاهدين منشغلون بأعمالهم ودراستهم ووظائفهم الخاصة، ولا يجلسون أمام جهاز التلفاز إلا مع الآذان تقريبا. ونتيجة لذلك، تحرم قاعدة جماهيرية واسعة من الاستفادة من تلك البرامج. واعتبرت إكرام بناني أن من حق المواطن المغربي أن يشاهد مثل هذه البرامج المهمة -خاصة بالنسبة للشباب- في توقيت مناسب. هذا التوقيت يصادف الفترة التي تلي عملية الإفطار وصلاة التراويح، والتي تشهد صراعا ساخنا بين الشركات الممولة، التي تسعى لبث برامجها في هاته الأوقات بالضبط، حتى تستطيع ترويج سلعتها الإعلامية بشكل أفضل. وأكدت الرطل في اتصالها مع التجديد أن المشكل بالنسبة للبرامج الشرعية -من خلال ما سبق- هو مشكل برمجة وتوقيت، ليس إلا، وهو ما يفرض على المسؤولين إعادة النظر في برمجتهم الخاصة برمضان بهذا الشأن. ومعلوم أن أغلب البرامج التي تبث على القناتين الوطنيتين خلال وقت الإفطار- الذي يقبل فيه المغاربة على المشاهدة بقوة- هي برامج تحاول أن تصبغ نفسها بصبغة الترفيه، على شاكلة باباغيو، ولالا فاطمة، وقناة الحريرة.. وغيرها من البرامج التي لا تعدو أن تكون محطة من محطات تضييع وقت المشاهد المغربي، الذي يفتقد في قناتيه لبرامج مفيدة، تجذبه نحو متابعتها بشكل دائم. وحسبما ما يمكن ملاحظته، تكاد تكون القاعدة الجماهيرية التي تشاهد القناتين الوطنيتين المحترمتين، هي القاعدة التي لا تتوفر على جهاز استقبال الفضائيات الرقمية، وهي القاعدة التي تجد نفسها ملزمة بتتبع البرامج اليتيمة للقناتين المذكورتين. والسؤال الذي يبقى مطروحا، هو مدى استيعاب المسؤولين عن القناتين للأزمة التي خلفتها-وتخلفها- البرمجة العامة التي وضعوها لهذا الشهر الكريم، والتي تضيّع على المشاهدين المغاربة فرصة متابعة برامج تساعد على قلتها في خلق الوعي الضروري لفهم تعاليم الدين الإسلامي السمح، لتحمي القيم المغربية الأصيلة من جهة، ولتحافظ على قاعدتها الجماهيرية التي تتابع برامجها من جهة أخرى، و هي القاعدة التي بدأت تنجذب نحو البرامج الفضائية بشكل ملفت للنظر. لحبيب الجرادي "هذا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم" مؤجل إلى أجل غير مسمى أكدت إكرام بناني الرطل أنها أتمت تسجيل كافة حلقات برنامج هذا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، بحيث كان مبرمجا لأن يبث في هذا الشهر الكريم. هذا البرنامج الذي يسلط الضوء على سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام، أجل إلى وقت غير مسمى بعد أن أخبرت مُعِدته أنه لا يوجد وقت لبثه في هذا الشهر.ليبقى هذا البرنامج المهم بالتالي مركونا على الرف، ينتظر أن يلتفت إليه المسؤولون عن القناة