شاءت ارادة الله الذي لا راد لقضاءه أن يتوفى صباح هذا اليوم الاحد 24 شوال 1431 ه الموافق ل 03 أكتوبر 2010 بضواحي مدينة قرطبة بالأندلس صديقنا العزيز وحبيبنا الخل الوفي الداعية الكبير رأس المسلمين باسبانيا وصاحب موقع ٌّمقىٌَّفٍ الذي هو اكبر موقع اسلامي ناطق بالإسبانية، ورئيس اللجنة الإسلامية باسبانيا والرئيس السابق للفدرالية الإسبانية للهيئات الدينية الإسلامية والكاتب العام السابق للمجلس الإسلامي في اسبانيا الذي يعد أعلى هيئة تشمل المسلمين رسميا أمام الدولة الإسبانية وصاحب مواقف دعوية متميزة رحمة الله عليه. وهو الطبيب الماهر في الطب العقلي والعصبي والنفسي والعضوي، وفي طب الأعشاب والطب البديل، الأستاذ الغيور على دين الله والناشر لعدد وافر من المطبوعات الإسلامية والمجلة الشهيرة ًّمْلمىٌَّفٍ . فقد باغتته المنية بمنزله - دار السلام- بثغر المدور من أحواز قرطبة، ودفن أمس الإثنين 25 شوال 1431 بعد حياة حافلة في الإسلام، حيث قضاها منذ اسلامه حوالي 1977 إلى الآن معرفا بالإسلام بلسانه وقلمه، ومنظما لعدد كبير من الملتقيات والندوات فاتحا منزله للوافدين عليه لتعلم الملة السمحاء مع خلق جم وادب رفيع وزهد وورع ويكفيه رحمه الله أن إحدى زوجتيه الطبيبة صبورة ماتت شهيدة لما اغتيلت في ظروف مشبوهة بدافع الإنتقام من حيويتها ونشاطها الإسلامي، فظل صابرا مرابطا لاتلين قناته ولا تضعف ارادته رابط الجأش ثابت القدمين، راسخ الإيمان لايتزحزح ولا يتململ، ولا يساوم في دينه إلى أن قضى الله برحيله من دار الفناء إلى منزل البقاء موحدا لله تعالى مؤمنا ومقرا بشهادة أن لاإله إلا الله محمد رسول الله، قرير العين بذريته التي تعدت العشرة من البنين والبنات أصلحهم الله وأنبتهم نباتا حسنا، وثبتنا وإياهم على كلمة التوحيد إلى أن نلقى الله مؤمنين تائبين طائعين آمين والحمد لله رب العالمين. وكان الراحل الغالي له بنا اتصال وثيق منذ بدايات اسلامه حيث يزورنا من حين لآخر بمدينة شفشاون في أنشطة دعوية متعددة ومناسبات اسلامية شتى، وآخر مرة زارنا فيها كانت في شهر يونيو 2010 لما نظمت جمعية الدعوة الإسلامية بشفشاون ملتقى فكريا بالإشتراك مع تكوين اكاديمي تابع للجامعة الوطنية للتربية عن بعد( (َِّمل في مدريد، حيث عقدت الندوة في مجمع محمد السادس الذي تشرف عليه بلدية المدينة بشفشاون. وفي يونيو 2009 كان حضر إلينا في ملتقى فكري مماثل عقد في مقر عمالة شفشاون بالاشتراك مع التكوين الجامعي المذكور . وفي يونيو 2008 حضر إلينا في النسخة الأولى من ذلك الملتقى مع التكوين المشار إليه وقد تميزت تلك النسخة الأولى بحضور الأستاذ عبد الوهاب ابن منصور مؤرخ المملكة المغربية ومحافظ ضريح محمد الخامس ومدير الوثائق الملكية وعضو اكاديمية المملكة المغربية . والأستاذ ابن منصور رحمه الله انتقل إلى عفو الله بعد أن نشر في مجلة الوثائق الملكية نص الملتمس الذي وقعه الراحل المنوه به هنا الدكتور منصور عبد السلام ايسكوديرو بجانب توقيع ممثل التكوين الجامعي المشار إليه وتوقيع العبد الضعيف علي الريسوني وهو ملتمس موجه للملك محمد السادس نطلب منه فيه التفضل بانشاء ( المعهد الملكي للثقافة الأندلسية بشفشاون) . والفقيد العزيز الدكتور منصور عبد السلام كنا نزوره مرارا في الأندلس واستدعانا أكثر من مرة لانشطة عدة رحمه الله برحمته الواسعة . وممن يعرف فضل الرجل فضيلة العلامة الدكتور عبد السلام الهراس وإخواننا في رابطة العالم الإسلامي وعلى رأسهم الدكتور عبد الله التركي والإخوان في جمعية الدعوة الإسلامية العالمية بالجماهيرية الليبية والإخوة في الكويت وجهات متعددة من العالم الإسلامي والعالم الغربي حيث كان يحظى بتقدير خاص من أطراف اعلامية وسياسية واجتماعية وفكرية ودينية في كل من الديار الإسلامية والديار الغربية . فعزاء للعالم الإسلامي في فقدان هذا الداعية الكبير وعزاء لعارفي فضله في كل من الولاياتالمتحدة وفرنسا واسبانيا وأمريكا اللاتينية وأمريكا الوسطى وكذا في كل من المغرب وموريتانيا ومالي والنيجر والجزائر وليبيا ومصر وقطر والإمارات العربية المتحدة وغيرها من البلدان. وبموته تغمده الله برحمته تفقد الدعوة الإسلامية في الاندلس والعالم الناطق بالإسبانية احد اهم الدعاة إلى الله بالمنهج المعتدل وبالحكمة والموعظة الحسنة وبالنموذج الطيب إذ كان شملنا الله وإياه بعفوه ومغفرته كثير الأسفار التي وصلت به إلى أقصى القارة الآسيوية وماليزيا وأقطار متنوعة وجعلت المهتمين بالتعريف بالإسلام يتصلون به على الدوام لما يعرفون عنه من اطلاع واسع على ديننا الكريم ومعرفة بأصوله العامة ومبادئه وقواعده الحضارية وأهميته في إنقاذ الإنسان من الحيرة والضلال وقد طالب بفتح مسجد قرطبة الكبير للمسلمين فعارضت الكنيسة كما ان مواقفه في نصرة فلسطين وقضايا المسلمين معروفة موثقة إلى جانب انشغاله بتربية أحبابه وأصدقائه على ذكر الله والروحانية الطاهرة والمحافظة على الصلاة والعبادة.