قال موسى الشامي، رئيس الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية، إن النضال من أجل دعم اللغة العربية في المغرب يتم على واجهتين: الأولى واجهة علمية يتولاها علماء اللغة العربية والمختصون فيها، والثانية واجهة ميدانية يتم من خلالها التعريف بقيم اللغة العربية، وسياسة التهميش التي تلحق بها، منذ حصول المغرب على الاستقلال. ودعا الشامي، في مائدة مستديرة انعقدت بدمشق برعاية نائب رئيس الجمهورية السورية الدكتورة نجاح العطار، إلى إنشاء اتحاد عربي لحماية اللغة العربية لرفع التحديات التي تواجه هذه اللغة في وطنها العربي. في السياق ذاته، قالت الدكتورة نجاح العطار، في افتتاحها للندوة، إن اللقاء ينبني على الإيمان بأن اللغة العربية تشكل أهم مكونات قوميتنا العربية والجامع والحافظ للتراث العربي ماضياً وحاضراً، وهي اللسان الذي يوحد كل أبناء الأمة العربية والذي ضمن لها استمرار وحدتها الثقافية ووجودها عبر العصور كلها في مواجهة المحاولات الاستعمارية المتواصلة لتغييب الثقافة العربية واستلاب اللغة باعتبارها أهم مقوماتها. وأكدت أن صون اللغة العربية وإعادة الألق إليها والارتقاء بها، يأتي باعتبارها وعاء للمعرفة والعروة الوثقى التي تشد الآصرة العربية انتساباً وانتماء ولحمة، انطلاقاً من إدراك أن اللغة فكر وضمير وتكوين نفسي وعقلي ووطني وانتماء الى تاريخ وحضارة ومقدسات. بدوره، قال فؤاد فهمي، أمين عام جمعية حماة اللغة العربية المصرية، إن جمعيته تحرص على إيصال ثلاث رسائل تتعلق باللغة العربية تتمثل الأولى في الاعتزاز الكامل بمنزلتها ويقين بقيمتها رغم كل مظاهر الإهمال وعناصر التحديات، إضافة الى عتاب مرير لما يحدث من أهلها من هجر ومجافاة، وكذا الدعوة لتذكر الماضي بثقة والنظر للمستقبل بأمل. وأكد في عرضه حول التجربة المصرية في حماية اللغة العربية، مشيراً الى أن الجمعية التي تأسست عام ,2000 هدفها المركزي التعريف بخصائص اللغة العربية وميزاتها في الابداع الأدبي والفني والفكري والعلمي، مستنكرا عمليات التشويش والافتراء ضدها من جهات داخلية وخارجية. وقدّم عثمان السعدي، رئيس الجمعية الجزائرية للدفاع عن اللغة العربية، سرداً تاريخياً لواقع اللغة العربية في الجزائر والظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي مرت بها حتى الآن. ووصف السعدي وضع اللغة العربية في الجزائر بالغريب، لأنها ولمدة طويلة كانت تعامل كلغة أجنبية، وكان يتم اعتماد اللغة الدارجة كلغة رسمية في البلاد، وقال إنه قبل استقلال الجزائر تأسست الجمعية الجزائرية للدفاع عن العلماء الجزائريين عام 1931 التي استطاعت بناء 400 مدرسة من تبرعات الشعب الجزائري، حيث كان يتم فيها تعليم اللغة العربية. أما الآن يضيف السعدي فإن المدرسة في الجزائر هي القلعة التي تحمي اللغة العربية ولاسيما أن هناك أكثر من 8 ملايين طالب يتعلمون اللغة العربية وفق أصولها.