أكد خالد الصمدي، خبير في قضايا التربية والتعليم، أن استطلاع الرأي الذي قامت به إحدى الجرائد الفرنكفونية حول قضية إعادة النظام السابق في تدريس المواد العلمية في المدارس المغربية لاقيمة له تربويا ومنهجيا. مشددا في تعليق ل التجديد حول نتائج الاستطلاع وخلفيات الخطاب المواكب له، أن اللوبي الداعم لاستعادة اللغة الفرنسية لمواقعها ضمن المنظومة التربوية المغربية لا تحركه سوى مصالح اقتصادية ذاتية. معتبرا من جهة أخرى، أن الكوارث التي أدى إليها سياق التعريب في المغرب، لا يمكن إرجاعها إلى اللغة العربية. بل إن النتائج الكارثية تنطلق أساسا من سياسة التعريب الترقيعية، التي طبقتها الحكومات المغربية منذ الثمانينات من القرن الماضي. وجاء في استطلاع أجرته جريدة لافي إكونوميك على موقعها الإلكتروني، خلال الفترة الممتدة ما بين 15 و22 شتنبر الجاري، حول إعادة تدريس المواد العلمية في المدارس المغربية باللغة الفرنسية، أن 91 بالمائة من المشاركين في الاستطلاع؛ أي 9080 مشارك، عبروا عن رغبتهم في العودة إلى تدريس المواد العلمية للمغاربة باللغة الفرنسية. وكان السؤال المطروح، موضوع الاستطلاع، هو: هل يجب العودة إلى النظام السابق في تدريس المواد العلمية باللغة الفرنسية في المدارس المغربية؟. الاستطلاع شارك فيه 9991 مشارك. واعتبر مقال تعليقي لنتائج الاستطلاع، في الجريدة المتخصصة في الاقتصاد والمال والأعمال، أن هذه النتيجة تثير الاستغراب، مشيرة إلى أن هذا الموضوع يثير الانفعال، وتسائل المقال المعنون ب أعيدوا الفرنسية إلى المدارس!، من الذي قال يوما بأن المغاربة يحبذون تعريب التعليم، وأن تعريب التعليم والعلوم رغبة الجماهير؟ أمام هول نتيجة الاستطلاع تضيف الجريدة لقد ذهب البعض هذا المنحى من القول. خطاب المقال خطير من عدة أوجه، يؤكد الصمدي - مضيفا - كيف يمكن تأسيس خطاب موجه إلى الرأي العام وأصحاب القرار على أساس نتائج استطلاع رأي عام، غير منضبط للقواعد المنهجية البحثية العلمية. فمهما كان عدد المشاركين في الاستطلاع، فإنه لن يعكس رغبة المجتمع المغربي، متسائلا هل نعرف من شارك في الاستطلاع؟، معتبرا أن مثل هذه الاستطلاعات، التي تستهدف القضايا والإشكالات التربوية كقضية اللغة، يجب أن تخضع لضوابط علمية صارمة، منها التحكم في عينة البحث لتضم التلاميذ والآباء والمتخصصين التربويين. ويضيف الصمدي أن مثل هاته الاستطلاعات يجب أن يعهد بها إلى مراكز بحث تربوية، مثل المجلس الأعلى للتعليم، أو مراكز البحث في كلية علوم التربية. وليس مكانها، حسب الخبير التربوي، بوابات جرائد أو مجلات يخفي أصحابها كثيرا من الحقد للغة العربية، مضيفا، أن اللغة الفرنسية فقدت مواقعها في مجالها الحيوي الأصلي لصالح لغات أخرى، والبعض من أبناء جلدتنا يصرون على ربط اللغة الفرنسية بالعلم والتقدم والحداثة، لكن الملف كله موجه لكون مصالح أصحاب هذا التوجه رهينة باستمرار هيمنة اللغة الفرنسية.