نقلت منظمة يهودية أمريكية عن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إقراره بالتعاون الأمني مع كيان العدو الصهيوني لمنع وقوع هجمات المقاومة الفلسطينية ضده تنطلق من الضفة الغربية، وقال عباس وفق بيان للمنظمة في لقائه مع قادة خمسين منظمة يهودية أمريكية على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة إن أمن إسرائيل هو أمننا. وأضاف عباس، وفقا لبيان أصدره مركز دانييل أبراهام للسلام في الشرق الأوسط الذي استضاف اللقاء، إذا سألتموني لماذا لم تقع حتى الآن على مدى ثلاث أو أربع سنوات أي هجمات من الضفة الغربية؟ فإنني سأقول لكم إن السبب هو قررنا التعاون مع الجانب الإسرائيلي، ونحن نمنع أي طرف من القيام بأي شيء ضد إسرائيل لأن أمن إسرائيل هو أمننا. وأشار عباس إلى أنه يعرف حساسية الأمن بالنسبة لإسرائيل، وأنها تريد أن تعيش داخل دولة آمنة، وأقول لهم نستطيع أن نوفر ذلك من خلال اتفاق، على حد قوله. مضيفا أن الاتفاق نجح في منع وقوع مثل هذه العمليات. وأعلن عباس تمسكه بالمفاوضات المباشرة مع الكيان الصهيوني، وإن كانت في ظل استئناف البناء في المغتصبات الصهيونية، قائلاً: لم يقل أنه سينسحب من المفاوضات مع إسرائيل إذا عادت إلى مواصلة الاستيطان في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة بعد الأحد المقبل، وهو الموعد الذي حددته حكومة الاحتلال الصهيوني لاستئناف بناء المعتصبات في الضفة الغربيةالمحتلة. يأتي هذا الموقف المفاجئ والمغاير في ظل تصريحات سابقة لعباس وفريق أوسلو المفاوض، خلال الأيام الماضية، من أنهم سينسحبون فوراً من المفاوضات المباشرة في حال استأنف الاحتلال الصهيوني البناء في المغتصبات. أما فيما يتعلق بطلب الكيان الصهيوني الاعتراف به دولة يهودية؛ نفى محمود عباس اعتراضه على ذلك، وقال: من حق إسرائيل أن تسمي نفسها ما تشاء، لأن ذلك شأن داخلي إسرائيلي لا يهمنا. وفي هذا السياق، قال زفيكا كريجر نائب رئيس مركز دانييل أبراهام للسلام في الشرق الأوسط لالجزيرة إن أحد الحضور سأل عباس عن موقفه إذا ما قام الكنيست الإسرائيلي بتبني تسمية دولة إسرائيل اليهودية كما هو الحال مع دولة إيران الإسلامية أو جمهورية مصر العربية فهل يعترف الفلسطينيون بإسرائيل بهذه الصفة، كان ردّه نعم. واعتبر كريجر هذا التصريح لعباس بمثابة تطور وصفه بالمثير في موقفه أو توضيح لموقفه بشأن الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية. وأشار كريجر إلى أن أكثر ملاحظات عباس طمأنة في اللقاء كانت عندما سئل إذا لم يقم الإسرائيليون بتمديد تجميد الاستيطان وهو ما صرح به رئيس الوزراء (بنيامين) نتنياهو حتى الآن، فإن عباس قال إنه لن يقوم بالضرورة بمغادرة الطاولة (المفاوضات). ووصف نائب رئيس مركز دانييل أبراهام عباس بأنه قام بعمل رائع في شرح لماذا قضية المستوطنات قضية هامة بالنسبة له وقام بالموازنة بين الأمل الذي نود أن نستمع إليه، وكذلك شرحه للقادة اليهود سبب تبنيه للمواقف التي يتبناها. وهذه ليس المرة الأولى التي يلتقي فيها عباس بقادة اللوبي الصهيوني في الولاياتالمتحدة، إذ سبق أن التقى بقادة الآيباك في يونيو الماضي وقال أمامهم إنه لا ينفي حق الشعب اليهودي على أرض فلسطين، وهو ما أثار تنديداً فلسطيناً وعربياً واسعاً. من جانبها؛ اعتبرت صحيفة جيروزاليم بوست الصهيونية أن تصريحات عباس، تبرز نوعاً من اللين في موقفه تجاه مسألة بناء المستوطنات. واعتبرت الصحيفة أن عباس بتصريحاته تلك يُظهر ليناً في موقفه تجاه موضوع بناء المستوطنات، بعد أن كان قد هدد في السابق ومراراً بمغادرة المفاوضات إن لم يتم تمديد تجميد بناء المستوطنات، إلا أنه الآن يترك الباب مفتوحاً لمواصلة مفاوضات السلام مع إسرئيل، حتى في حال استئناف بناء المستوطنات بالضفة الغربية، طبقاً لتعبير الصحيفة. يشار بهذا الصدد إلى أن عباس كان التقى، أول أمس، بوزير الحرب الصهيوني ايهود باراك، وذلك بالتزامن مع المواجهات التي اندلعت في القدسالمحتلة إثر استشهاد المواطن المقدسي سامر سرحان في بلدة سلوان.