دعا الشيخ العالامة الدكتور يوسف القرضاوي السلطات الموريتانية إلى الإفراج عن الشيخ محمد الحسم ولد الددو وإخوانه من المعتقلين، وللعمل على لم الشمل وجمع الصفوف، وإصلاح ذات البين. وذكر أن ولد الددو معروف لدى الجميع ببعده عن العنف والتطرف والغلو في الدين، ومقاومته هذه النزعة وتربية تلاميذه على المنهج الوسط. وقال الشيخ القرضاوي في نداء حصلت التجديد على نسخة منه، "لقد آذانا وآلمنا كما آذى كل العلماء والدعاة أن يتعرض هذا الداعية المربي العلامة لهذا الأذى، وهو في وضع صحي سيئ، يعاني منه منذ سنوات، يستحق مزيدا من العناية والرعاية الطبية والإنسانية، فكيف يبقى في السجن وهو على هذا الحال؟". كما دعا الشيخ القرضاوي علماء موريتانيا ومثقفيها وسياسييها، وعلماء الأمة الإسلامية ومثقفيها وقادتها، ومنظمات حقوق الإنسان والهيئات الإنسانية الدولية، إلى تكثيف السعي لإطلاق سراح ولد الددو وإخوانه، مناشدا الرئيس الموريتاني معاوية ولد سيد أحمد الطايع التدخل شخصيا للإفراج عن المعتقلين الإسلاميين وتمكينهم من حقهم في حرية الدعوة والتنقل، إضافة إلى دعوة الشعب الموريتاني إلى مصالحة عامة وحوار مفتوح. وتاليا نص النداء: بسم الله الرحمن الرحيم نداء للإفراج عن العالم الجليل محمد الحسن ولد الددو الحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على رحمة الله للعالمين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، (أما بعد) فيقول الله تبارك وتعالى: "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا" ويقول: "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم". ويقول صلى الله عليه وسلم: "لا تختلفوا فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا" ويقول: "لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا" ويقول: "المسلم أخو المسلم لا يظلمه و لا يسلمه" ويقول: "ترى المسلمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر" وقال: "ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء". من هذا المنطلق تابعت بعقلي وقلبي ومشاعري، ما نشرته الصحف و أجهزة الإعلام من الوضع الصحي والإنساني المؤلم الذي يعيشه أخونا العالم الجليل الداعية إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، والذي اشتهر بين العلماء وطلاب العالم بحسن الفقه وسعة الأفق، وحسن الخلق، والورع والتضحية في سبيل الله، والتمسك بالكتاب والسنة، واعتماد منهج الوسط والاعتدال في دعوته إذا دعا، وفي تعليمه إذا علم، وفي فتواه إذا أفتى، شهدت له بذلك حلقات العلم، ومنابر الجمعة، ودروس الدعوة، وشهد له بذلك كل من عرفه أو صحبه أو اتصل به، وألسنة الخلق أقلام الحق. وصدق الرسول الكريم (أنتم شهداء الله في الأرض). لقد آذانا وآلمنا كما آذى كل العلماء والدعاة أن يتعرض هذا الداعية المربي العلامة لهذا الأذى، وهو في وضع صحي سيئ، يعاني منه منذ سنوات، يستحق مزيدا من العناية والرعاية الطبية والإنسانية، فكيف يبقى في السجن وهو على هذا الحال؟ وخصوصا أن الرجل مشهود له من الجميع ببعده عن العنف والتطرف والغلو في الدين، بل يقاوم هذه النزعة، ويربي تلاميذه على المنهج الوسط للأمة الوسط. إننا نهيب بجمهورية موريتانيا الإسلامية أن تستجيب لشفاعة العلماء والدعاة من أنحاء العالم الإسلامي، وتفرج عن الشيخ محمد الحسن، وإخوانه، وتعمل على لم الشمل، وجمع الصفوف، وإصلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة. كما أهيب بعلماء موريتانيا ومثقفيها ووجهائها وساستها... وعلماء الأمة الإسلامية ومثقفيها وقادتها... ومنظمات حقوق الإنسان والهيئات الإنسانية الدولية... أن تكثف السعي لإطلاق سراح الشيخ محمد الحسن الددو وإخوانه. كما أناشد فخامة الرئيس الموريتاني معاوية ولد سيد أحمد الطايع التدخل شخصيا للإفراج عن هذا العالم المحبوب، وإخوانه، وتمكينهم من حقهم في حرية الدعوة والتنقل، ودعوة الشعب الموريتاني إلى مصالحة عامة، تحترم فيها الثوابت، وترعى فيها الأصول، ويعطى كل ذي حق حقه، ويقف الجميع صفا واحدا في مواجهة التحديات المفروضة على العرب والمسلمين جميعا. وأهيب بالموريتانيين شعبا وحكومة، وعلماء وسلطات، أن يتفاهموا ويتحاوروا فيما بينهم، ويوحدوا صفوفهم، ويتعاونهم على نصرة دينهم، وبناء وطنهم، ليجنبوا بلادهم ما وقعت فيه بلدان أخرى من فتن وصراعات شلت حركتها، وبعثرت جهودها، وأخرتها أشواطا عن مسيرة التقدم والازدهار. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. كتبه الفقير إلى ربه يوسف القرضاوي" الدوحة- عبد الحكيم أحمين