لم يستبعد البشير الدخيل، رئيس منتدى البدائل الدولية وأحد المؤسسين السابقين للبوليساريو، أن تلجأ هذه الأخيرة للعنف في تعاملها مع مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، المفتش العام لشرطة البوليساريو عند عودته لمخيمات تندوف. وقال، في اتصال لالتجديد به، إن البوليساريو يمكن أن تقوم بسجن مصطفى سلمى أو أي إجراء آخر، مؤكدا في الوقت ذاته على أن المتحكم الحقيقي في القرار هي السلطات الجزائرية. ووجه المركز الأورومتوسطي للتعاون والدبلوماسية المواطنة، يوم الأربعاء الماضي ببروكسيل، نداء عاجلا إلى الجمعيات البلجيكية والأوروبية لضمان حماية مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، المفتش العام لشرطة البوليساريو، عند عودته إلى مخيمات تندوف بالجزائر. وحذر المركز الأوروبي، الذي يوجد مقره ببروكسيل، في رسالة وجهها إلى النواب الفدراليين البلجيكيين وإلى الرئاسة البلجيكية للاتحاد الأوروبي، وإلى أعضاء اللجنة والبرلمان الأوروبيين، (حذر) من التهديد الذي يطال حياة مصطفى سلمى بسبب التصريحات التي أدلى بها خلال مؤتمر صحفي بمدينة السمارة، أوائل شهر غشت الماضي. وأشارت الرسالة - حسب (و.م.ع) - إلى أن أفراد أسرة مصطفى سلمى وسكان المخيمات، تلقوا تهديدا صريحا بالانتقام منهم في حال قيامهم بمظاهرة لتأييد ولد سيدي مولود، وحث المركز، البرلمان الأوروبي على التحرك وتسليط الضوء على هذا الملف، من خلال مساءلة الجزائر، المسؤولة عن مصير الصحراويين على أراضيها، بموجب التزامات المفوضية العليا للاجئين، والمطالبة بعودة ولد سيدي مولود بأمان إلى عائلته في مخيمات تندوف. وأكدت الوثيقة على ضرورة إدراج هذا الملف ضمن جدول أعمال الإجتماع المقبل للجنة الشؤون الخارجية للبرلمان الأروبي. واعتبر الدخيل بأن قضية مصطفى سلمى، عرت من كانوا يقدمون أنفسهم كدعاة لحماية حقوق الإنسان، وكشفت أنهم لا يهبون للدفاع عن ذلك إلا في الجانب المناوئ للمغرب. وهو ما اتفق مع ما صرحت به الجمعية الإسبانية الصحراوية، يوم الأربعاء الماضي، في نداء وجهته إلى منظمات حقوق الإنسان ووسائل الإعلام والهيئات الرسمية بإسبانيا؛ تطالبها فيها ب إجبار البوليساريو والجزائر على احترام حق ولد سيدي مولود، في العودة دون شروط أو تهديدات إلى مخيمات تندوف، مضيفة بأن منعه من العودة يعد من أشكال الإرهاب النفسي. وأدانت الجمعية، في بلاغ لها، الصمت المريب لأغلب وسائل الإعلام ومنظمات الدفاع عن حقوق الإنسان والأحزاب السياسية الإسبانية اتجاه حالة مصطفى سلمى، مقابل رد فعلها اتجاه أمينتو حيدر، واصفة رد فعلها اتجاه القضية ب السلبي. واعتبرت حسب (و.م.ع)، بأن الدفاع عن حقوق الإنسان في بعض الأوساط الإسبانية لا يتم إلا عندما يتعلق الأمر بالهجوم على المغرب. كما ناشد الوسيط من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان، يوم الأربعاء الماضي، الأمين العام للأمم المتحدة والمفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمات حقوقية دولية، كمنظمة العفو الدولية وهيومن رايتس واتش ومركز روبرت كينيدي للعدالة وحقوق الإنسان، أن يتدخلوا بشكل عاجل لحماية حياة وسلامة مصطفى سلمى. وأشار المصدر ذاته، في بلاغ له، إلى تعرض أسرة مصطفى سلمى للتضييق والترهيب. وكان ولد سيدي مولود أعلن في تصريح صحفي، أنه سيغادر موريتانيا، صباح أمس الخميس، في اتجاه مخيمات تندوف.