البوليساريو تعتبره «مطلوبا للعدالة» وتحتفظ بأسرته للضغط عليه وترفض السماح لأبنائه بزيارته في موريتانيا لا يزال الغموض يلف عودة ولد سيدي مولود إلى تندوف والالتحاق بأسرته وأبنائه، بعد أن طال به المقام في مدينة الزويرات الموريتانية لقرابة شهر كامل دون أن يتمكن من إتمام مسيرته إلى المخيمات. في الوقت الذي أصدر الانفصاليون قرارا بمنعه من دخول المخيمات، وفي حال إصراره فإنه يواجه الاعتقال والمحاكمة بتهمة الخيانة. وأعلن المفتش العام لشرطة البوليساريو أنه أبلغ بوجود قرار يمنعه من العودة إلى المخيمات، وأنه إذا حاول الدخول إليها سيتعرض للاعتقال، علاوة على قرار بحرمانه من اللقاء مع عائلته، ومن الوصول إليها. وتلقى تهديدات في حالة محاولته الوصول إلى حدود تندوف بتطبيق القرار في حقه. وتحدثت مصادر عن قرار أصدرته ما يسمى «الأمانة العامة» للجمهورية الوهمية في اجتماعها الأخير بتندوف، يقضي بمنع مصطفى ولد سلمى سيدي مولود من دخول أية منطقة تابعة لسيادة وسيطرة الجبهة. واعتبر القرار الذي وزع على كل نقط التفتيش والمراقبة أنه «مطلوب للعدالة» يتطلب القبض عليه وإحالته على المحاكمة. وخيرت جبهة البوليساريو المفتش العام لشرطتها الذي قام بزيارة للمغرب وأعلن من مدينة السمارة، مسقط رأسه، تأييده لمبادرة منح الأقاليم الجنوبية حكما ذاتيا تحت السيادة المغربية، وخيرت البوليساريو أسرة ولد سيدي مولود بين البقاء في المخيمات والالتحاق به بمدينة الزويرات الموريتانية، في إشارة واضحة إلى استحالة السماح له بالعودة إلى تندوف. وعلق مصطفى ولد سلمة ولد سيدي مولود على هذا الإجراء بأنه يحمل في طياته رسالة واضحة يؤكد أن السماح له لدخول المخيمات والالتحاق بأسرته هناك صار مستبعدا إن لم يكن مستحيلا. مصرا على أنه لم يرتكب أي جريمة تستدعي مثل هذا القرار، مصرا في ذات الوقت على أنه متمسك بموقفه المؤيد لمقترح الحكم الذاتي كأنجع حل لإنهاء النزاع الذي استنزف المنطقة لما يقرب من 35 سنة، وأسلوب حكيم لوضع حد لمأساة الآلاف من السكان الذين يعيشون في ظروف قاسية في المخيمات. وجدد التأكيد على أن اتهامه من طرف الانفصاليين ب «الخيانة» أمر مضحك للغاية، متسائلا أين تكمن الخيانة إذا كان كل ما فعلته هو التعبير عن رأيي بكل حرية. ودعا المفتش العام لشرطة البوليساريو قيادة هذه الأخيرة إلى «الاستسلام للأمر الواقع»، مناشدا المنظمات الدولية والحقوقيين وكل الأحرار في العالم الوقوف إلى جانبه من أجل لقاء أبنائه بمخيمات تندوف، مشددا على أن الأمور وصلت إلى مستوى خطير جدا، وأن ضمان سلامته الشخصية أصبحت مسؤولية كل العالم وليست مسؤوليته وحده. وأطلق مصطفى ولد سيدي مولود نداء يوصي فيه الصحراويين خيرا بعائلته،نتيجة فقدانه الثقة في قيادة البوليساريو، بعد أن ثبت لديه أنهم لن يسمحوا لهم بزيارته حيث يقيم الآن في موريتانيا. وتتخوف البوليساريو من عودة مصطفى ولد سلمة ولد سيدي مولود إلى مخيمات تندوف، خوفا من أن تتبنى منظمات حقوقية لوضعيته وبالتالي سحب ورقة حقوق الإنسان التي تتشدق بها، وأصبحت ورقتها الأخيرة التي تلعبها، أمام التأييد المتنامي عبر العالم لمبادرة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب لحل النزاع في الصحراء. وينطوي السماح بعودته إلى المخيمات، والدفاع عن المبادرة المغربية على تهديد حقيقي لخطاب الانفصال، خصوصا في ظل النزيف الذي تعرفه المخيمات بفعل تزايد أعداد الملتحقين بأرض الوطن في الأشهر الأخيرة.