دعا الخبير المغربي، عبد المغيث بنمسعود طريدانو، الأممالمتحدة إلى تغيير مقاربتها للنزاع حول الصحراء، مؤكدا أن المشكلة سياسية وليست دبلوماسية، وتستوجب مقاربة سياسية لإنجاز حلّ نهائي، كتلك التي توصل إليها بيتر فان فالسوم، المبعوث الأممي السابق، الذي أعلن أن الاستفتاء غير واقعي. وقال طريدانو، وهو رئيس مركز للدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية، في حوار مع التجديد تنشره في العدد المقبل، إن رسالة روس الأخيرة إلى الدول الصديقة للصحراء تكشف أن المفاوضات قد وصلت للباب المسدود، وأن الأممالمتحدة تعيش مأزقا بخصوص الحل الممكن. ودعا المتحدث المغرب إلى حملة دولية جديدة لشرح مشروع الحكم الذاتي للمنتظم الدولي، بتجنيد دبلوماسية فعالة وكفؤة، وتجنيد الكفاءات المغربية للعمل من أجل دفع الأممالمتحدة لتغيير مقاربتها للنزاع. لأن مطالبة روس للمغرب بتقديم شيء أكبر من الحكم الذاتي، يجعله في موقف حرج. وأوضح طريدانو أن رسالة روس تضمنت نقطة سياسية وحيدة، هي مطالبته للجزائر بأن تلتزم أكثر مع البوليساريو من أجل حلّ نهائي، مبرزا أن الباب المسدود الذي وصلت إليه المفاوضات يكمن في استمرار النخبة الجزائرية التي اختلقت المشكلة ما زالت متحكمة في هذا البلد، ويكمن أيضا في حالة الانتظار والحياد الذي يطبع سلوك الدول الكبرى، التي تتصرف طبقا لمصالحها، مع إدراكها أن المشكل مختلق. ورسم الخبير المغربي معالم استراتيجية ممكنة للمغرب، يستطيع من خلالها تدبير النزاع بشكل أفضل، تقوم على استثمار عمقه الاستراتيجي وذلك بالتوجه نحو تعميق علاقته مع إسبانيا، بكل قواها ومؤسساتها ونخبها، والتوجه أيضا نحو موريتانيا والسينغال، وتكريس العمق الإفريقي، وأن ينسى الجزائر نهائيا إلى حين أن تغير سياستها. وكذا العمل على تنزيل مشروع الحكم الذاتي الموسع في الصحراء، وتعميم الجهوية الموسعة على باقي الجهات، وتقوية ديمقراطيته.