أفرجت ليبيا عن 37 سجينا إسلاميا، قضوا سنوات في السجون، ثم قاموا بمراجعات فكرية لمنهجهم، نتيجة حوارات أشرفت عليها مؤسسة سيف الإسلام القذافي، وشارك فيها علماء من أبرزهم الشيخ يوسف القرضاوي وسلمان العودة وعائض القرني وعلي محمد الصلابي. وتأتي هذه الخطوة من السلطات الليبية، بعد سلسلة من عمليات الإفراج، بدأتها منذ سنة ,2008 وأدت إلى الإفراج عن قيادات الجماعة الإسلامية المقاتلة، وباقي أعضاء التنظيم الذي أعلن سنة ,2007 عزمه تغيير النظام في ليبيا، وإقامة إمارة إسلامية، قبل أن يعلن في السنة نفسها تحالفه مع تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي. وشكّل الإفراج عن أمير الجماعة، عبد الحكيم بلحاج، والقائد العسكري، خالد شريف، ومنظرها، سامي سعدي، في مارس الماضي، إلى جانب 214 معتقلا من مجموعات إسلامية مختلفة أبرز حدث في ليبيا، إذ تأكدت نجاعة الحوار مع الجماعة. وقد اعتقلت عناصر المجموعة المفرج عنها، أول أمس، خلال التسعينات، وصدرت في حقهم أحكام تراوحت بين 8 سنوات و15 سنة. لكن لا يزال في السجون الليبية 370 سجينا آخرين. تقول السلطات الليبية إنها ستفرج عنهم على دفعات متوالية. يذكر أنه تم حلّ الجماعة الإسلامية المقاتلة بعد حوار رعاه سيف الإسلام القذافي مع الجماعة، ودام قرابة ثلاثة سنوات وانتهى بتأليف كتاب دراسات تصحيحية لمفاهيم الجهاد والحسبة والحكم على الناس. وتضمنت المراجعات دراسات فقيهة وسياسية موسعة للكثير من القضايا، التي استندت إليها الجماعات الجهادية في مواقفها واستخدام العنف داخل الأقطار العربية والإسلامية.