قال سعد الدين العثماني، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، في اتصال لالتجديد، بأن الإنسحاب الأمريكي من العراق يجب أن يقيم على مستويين؛ يرتبط الأول بانتصار المقاومة العراقية ونجاحها في الاستمرار بتوجيه الضربات لقوات الاحتلال على الرغم من جو الفتنة والفوضى، الذي عرفه العراق طيلة سنوات الاحتلال. أما المستوى الثاني، فقال العثماني بأنه يحيل إلى أن هذا الانسحاب سيكون اضطراريا كما أنه يتعلق بالقوات التي تقوم بمهام قتالية داخل العراق، ما يعني أن الوجود الأمريكي في العراق سيستمر من خلال العناصر الاستخباراتية وغيرها. وهو الأمر الذي أكده محمد تاج الدين الحسيني، أستاذ القانون الدولي بجامعة محمد الخامس بالرباط، في اتصال ل التجديد، إذ قال بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية ستستمر في احتلال العراق، ولكن بتكلفة أقل، وذلك من خلال وضع القوات العراقية في الواجهة، عبر بقاء حوالي خمسين ألف جندي أمريكي لتدريب القوات الأمنية العراقية. وشدد الحسيني على أن الولاياتالمتحدةالأمريكية ستحتفظ بمئات المستشاريين الأمنيين والاستراتجيين بسفارتها في بغداد، التي قال بأنها تعد من أكبر السفارات الأمريكية في العالم، مذكرا بأن الانسحاب الكامل لن يتم إلا في حدود سنة .2011 وحول مستقبل العراق بعد استكمال الانسحاب الأمريكي، قال العثماني بأن الأمر سيصبح منوطا بالعراقيين ومدى تمكن القوى السياسية العراقية من التوصل إلى توافق بخصوص مشروع عراقي وطني، يضمن للعراق استقلاله واستقراره. وأكد المصدر نفسه، بأن حرب العراق كانت فضيحة للإدارة الأمريكية والبريطانية، وهو ما دفع أوباما بالإسراع في الإنسحاب الذي يمكن أن يكسبه نقاطا داخليا. وقال الحسيني بأن الوضع الراهن أثبت الخطأ الكبير، الذي وقعت فيه الولاياتالمتحدة بغزو العراق، إذ انكشفت الأكاذيب التي كانت تروجها الولاياتالمتحدة حول القضاء على القاعدة ونزع أسلحة الدمار الشامل، كمبرر لغزو العراق. وأضاف بأن الجشع الأمريكي في السيطرة على منابع النفط بالمنطقة قد أصبح ظاهرا للعالم بكامله، وهو الأمر الذي أساء لسمعة ومصداقية الولاياتالمتحدة. وأضاف الحسيني، بأن التقديرات الأولية للانسحاب الأمريكي من العراق تشير إلى أن النتائج ستكون مأساوية، على أقل تقدير، إذ توجد هناك إمكانية لعودة الحرس القديم والمؤشرات تدل على توجه إقليم كردستان نحو الانفصال، إلى جانب التحديات المرتبطة بظهور لاعبين جدد على الساحة، مشيرا في هذا الصدد، إلى تغير ميزان القوى السياسية في البلد لصالح الشيعة والتغلغل الإيراني في الأوساط السياسية العراقية، الذي قال بأنه يزعج الولاياتالمتحدة وإسرائيل ويمكن أن يصبح مصدر تهديد لهما في المستقبل.