صدر عن مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث، التابع للرابطة المحمدية للعلماء، كتاب الاجتهاد الذرائعي في المذهب المالكي وأثره في الفقه الإسلامي قديما وحديثا، لمؤلفه الدكتور محمد التمسماني الإدريسي، أستاذ التعليم العالي بكلية أصول الدين بتطوان، ضمن سلسلة دراسات وأبحاث (4)، في مجلد ضخم يتكون من (828 صفحة). ويتناول الكتاب - حسب الملخص الذي نشره موقع الرابطة المحمدية للعلماء - الاجتهاد الذرائعي باعتباره من الأصول التشريعية العظيمة، التي نجد منبعها في أقوال رسول الله صلى عليه وآله وسلم وأفعاله وتقريراته، وهو أحد الركائز التي لا بد من مراعاتها لجلب المصالح ودرء المفاسد، وحفظ النظام العام في المجتمع، ولهذا اعتمده العلماء وعملوا بمقتضاه منذ عصر النبوة، فأصبح من أبرز دلائل النظر والاستدلال، وطرائق الرأي والاستنباط عند فقهاء الإسلام في سائر أطوار التشريع الإسلامي. وقد توصل الباحث في بحثه إلى أن معظم المسائل الخلافية أصولا وفروعا تؤول غالبا إلى الاجتهاد الذرائعي، وأنه لا يمكن تحقيق القول فيها إلا بمراعاته وإحكام تصوره، بملاحظة أنَّ ما يبنى عليه يتسم بالإضافية والنسبية في الغالب، وأبرز الكاتب الحاجة الملحة إلى العناية به والرجوع إليه والاهتمام بأحكامه وضوابطه وأصوله، وأن ذلك يساعد كثيرا في التخفيف من حدة الخلافات الفقهية وتضييق دائرتها؛ كما يسهم في وقاية مجتمعاتنا من الوقوع في كثير من المفاسد؛ الممكِنَة التلافي، بإعمال الاجتهاد الذرائعي، وهو ما يتطلب بلورة مناهج وبرامج لتكوين الفقيه المجتهد الذي يراعي الاجتهاد الذرائعي في تصوراته وأحكامه، ويلاحظ اختلاف الذرائع وتفاوتها، ويدرك أهمية الموازنة بينها، ويربط النوازل بأدلتها ربطاً محكماً سليماً، مع اعتبار المآلات؛ وغيرها من الأمور التي لا يمكن أن يُعْذَر الفقيه المعاصر بإغفالها بين يدي إصدار أحكامه وفتاويه.