قال طارق أتلاتي، أستاذ القانون الدولي في اتصال لالتجديد بأن رسالة كريستوفر روس التي وجها للدول الأصدقاء للصحراء تؤكد على وصوله إلى ممر مسدود، وأضاف بأن روس قام بخلط أوراق الملف وإعادة الكرة إلى نقطة ما قبل الصفر، حيث ظهر أنه تراجع إلى الوراء بعد أن أعطى انطباعا بتحقيق التقدم. وأكد أتلاتي بأن توجه روس لطلب المساعدة من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن باستثناء الصين التي عوضت بإسبانيا، للتدخل بالضغط على المغرب والبوليساريو ناتج عن الأخطاء التي ارتكبها في معالجة هذا الملف والتي قال أتلاتي بأنها حرفت المفاوضات عن مسار الوصول إلى حل، مضيفا بأنه من خلال طلب الدعم من هذه الدول، يكون قد ألقى بثقل المسؤولية على كاهلها. وأكد أتلاتي بأن المغرب أدى حصته من المساهمة في إيجاد حل من خلال تقديمه لمفترح الحكم الذاتي، الذي قال بأنه أقصى ما يمكن للمغرب أن يقدمه كتخريجة للنزاع. وشدد المتحدث نفسه على أن الأطراف الأخرى تتحمل العبئ الأكبر في عرقلة الملف بسبب عدم تقدمها بأي مقترحات جديدة يمكن أن توصل إلى حل. وعبر أتلاتي عن ثقته بأن الدول الكبرى المعنية بملف الصحراء وخاصة الولاياتالمتحدةوفرنسا، تمشيان في اتجاه تكريس التفاوض حول مقترح المغرب للحكم الذاتي. وأشار في هذا الجانب إلى قدوم المفتش العام لشرطة البوليساريو، مصطفى ولد سلمى إلى المغرب والصدام الذي حصل مؤخرا ما بين فرنسا والقاعدة في المنطقة، حيث أكد بأن هذين الحدثين يدلان على تحرك دولي قوي في اتجاه دعم مقترح المغرب كأساس لأي حل مستقبلي. وكان كريستوفر روس، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة حول الصحراء قد أشار في رسالة وجهها إلى مجموعة الدول الأصدقاء للصحراء قبل ثلاثة أيام من زيارته لها بتاريخ 21 يونيو 2010، إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة رغم ترحيبه بمجهودات المغرب الجدية والصادقة في إحراز تقدم نحو الحل، إلا أنه لم يشر إلى أن المحادثات يجب أن تنحصر في مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب. ودعى كلا من الولاياتالمتحدة وروسيا وبريطانيا وإسبانيا وفرنسا ومجلس الأمن إلى التدخل لدى أطراف النزاع وتوفير دعم محدد من أجل إقناع تلك الأطراف بالتخلي عن ارتباطهم العنيد بمواقف متناقضة، حيث قال بأن مجموعة الدول الأصدقاء يمكن أن يساعدوا في الدفع نحو قبول المغرب والبوليساريو بالدخول في ارتباط جدي للبحث عن تسوية تخدم الإستقرار الإقليمي والأمن والتكامل والتنمية بالمنطقة. وانتقد روس الجزائر بسبب اكتفائها حسب وصفه بلعب دور المراقب، مفيدا بأنها يمكن أن تمارس تدخلا أكبر للتوصل إلى حل بسبب علاقتها بجبهة البوليساريو والدعم الذي توفره لها. كما انتقد كلا من المغرب والبوليساريو من حيث عدم توفرهما على إرادة سياسية للدخول في مفاوضات حقيقية وصادقة حول مستقبل الصحراء أو لإعطاء الأولوية لوسائل بناء الثقة. مشيرا إلى أن كلا الطرفين والمغرب بدرجة أكثر يرفضان اكتشاف ومناقشة مقترحات الطرف الآخر. وهو ما أدى إلى وصول المفاوضات بينهما إلى ممر مسدود بسبب عدم قبول أي منهما بمقترح الآخر كقاعدة وحيدة وأرضية مشتركة لمفاوضات مستقبلية. لكنه شدد في نفس الوقت على أهمية هذه المفاوضات واللقاءات غير الرسمية في الحفاظ على قنوات التواصل مفتوحة تخفيض خطر أي تصاعد في التوتر وكذا دفع الأطراف نحو التفاوض. وأضاف المبعوث الخاص بالصحراء بأن الوضع الحالي غير مقبول على المدى البعيد، رغم عدم حضور عامل الزمن لدى كلا طرفي النزاع وواحدة من الدول المجاورة دون أن يسميها. وعلقت حركة خط الشهيد على رسالة روس بتوجيه الإنتقاد لمن سمتها بقيادة الرابوني التي قالت بأنه مستمرة في في عطلتها الصيفية والرمضانية، بالتنقل ما بين تندوف والجزائر وبلاد الباسك وفرنسا، دون أن تحرك ساكنا. مضيفة بأن أكثر الخاسرين هم النساء والكهول والأطفال اللذين يعانون منذ أكثر من 35 سنة في المخيمات.