قال طارق اتلاتي رئيس مركز المغربي للدراسات والأبحاث الإستراتيجية إن إعلان البوليساريو بناء مؤسسات في منطقة تفاريتي يشكل استفزازا للمغرب، وإرادة صريحة لنسف مسار المفاوضات، وأكد اتلاتي في تصريح لـلتجديد أن الطرف الجزائري بدوره يسعى في هذا الاتجاه، والذي ظهر جليا للمراقبين منذ أن قبل وزير الدفاع السابق في ما يسمى بـالجمهورية الصحرواية، بحيث تبذل الجزائر قصارى جهدها في إفشال كل المخططات الرامية إلى إنهاء النزاع، ومن تم جرّ المغرب مرة أخرى للعمل المسلح. واعتبر رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية أن المغرب لا يمكن أن يبقى مكتوف الأيدي إزاء هذه الاستفزازات، وبالتالي من الطبيعي أن يهدد ولا يسكت لحماية وحدته الترابية من أي اعتداء. وحول أسباب تأجيل موعد الجولة الرابعة من المفاوضات، أرجع ذلك اتلاتي جولة فان والسوم التي لم تعط أي نتيجة، بشكل سيجعل الجولة الرابعة استمرار للجولات السابقة، وهو ما جعل الولاياتالمتحدة تأخذ زمام المبادرة، وهو ما تبين من خلال زيارة ديفيد وولش مساعد وزير الخارجية الأمريكية، في زيارته الأخيرة إلى المغرب والجزائر وتونس، ورجح المتحدث بناء على ذلك، أن تكون الجولة الرابعة مخالفة للجولات السابقة، حيث من المتوقع أن تضغط أمريكا على الأطراف المعنية لتنخرط في مسلسل المفاوضات بحسن نيّة. لأن غير ذلك، سيشكل إحباطا للمشرف عليها، الأممالمتحدة، وللمشاركين فيها أي المغرب والبوليساريو. وأكد اتلاتي أن فشل المفاوضات سيفتح سيناريوهات بديلة للنزاع في المنطقة، رجح من بينها، اتساع دائرة العمليات المسلحة إقليميا، خاصة في الجنوب الغربي للجزائر، الذي يعتبر منطقة مكشوفة أمنيا، مما يشكل خطرا على مصالح الدول الكبرى، وفي مقدمتها الولاياتالمتحدةالأمريكية. هذا، ويقوم الوزير الأول الفرنسي فرانسوا فيلون قريبا بزيارة عمل إلى الجزائر، ونقلت صحيفة اكسبريس الجزائرية، التي أودرت الخبر أمس، أن ملف الصحراء المغربية ومواقف الأطراف المتنازعة، بما فيها الجزائر سيكون من بين الملفات التي ستحظى بتشاور بين المسؤول الفرنسي ونظرائه الجزائريين، إضافة إلى الملف الفلسطيني، وكذا مشروع اتحاد متوسطي الذي طرحه ساكوزي من قبل، وستنعقد القمة الأولى بشأنه في يونيو المقبل. وقالت الصحيفة إن الموقف الفرنسي الذي عبّر عنه ساركوزي أثناء زيارته إلى الجزائر لم يعجب الطبقة الحاكمة هناك، في حين تنظر إليه البوليساريو على أنه الأساسي المعرقل لتحقيق هدفها المتمثل في تقرير المصير.