قال طارق أتلاتي، مدير المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، في تصريح لالتجديد بأن تعيين السالك بابا حسنة خلفا لمحفوظ علي بايبا، والذي ينتمي إلى فئة معروفة بتشدد مواقفها، مؤشر على التصور الذي كانت تنهجه البوليساريو خلال مدة التفاوض، سواء الرسمية أو غير الرسمية، إذ إن الموقف الذي كان يصدر خارج طاولة التفاوض ينم عن آراء متشددة. وتم تعيين السالك رئيسا للمجلس الوطني الصحراوي مؤخرا بعد موت بايبا، الذي أشارت بعض المعطيات إلى أنه اغتيل بسبب مناقشته الجدية لمقترح الحكم الذاتي. وكشفت مصادر من وزارة الخارجية الجزائرية بأن العديد من القياديين من البوليساريو يفكرون في العودة إلى المغرب، منهم وزيران، بسبب العديد من الخلافات. ويوجد حاليا بعض من هذه القيادات بإسبانيا، وتعمل الجبهة الوهمية جاهدة من أجل الضغط على هؤلاء القياديين وعلى عائلاتهم لثنيهم عن العودة إلى المغرب، وفق ما تداولته بعض الجهات الإعلامية للجبهة. وعزت المصادر ذاتها هذه الخلافات إلى بعض الصراعات، قبل أن تصل ذروتها في أعقاب قرار للأمم المتحدة بتجديد ولاية البعثة لمدة سنة أخرى. وأفادت المصادر نفسها بإلقاء القبض على 50 مواطنا أرادوا الالتحاق بالمغرب عبر الحدود الموريتانية، وذلك بعد تدخل من لدن الجيش الجزائري الأسبوع الماضي، مستعملين مروحيتين وسيارة جيب عسكرية. من جهتها، أكدت أنا تيفيلوبولو، المنسقة السابقة لمديرية الأممالمتحدة للشؤون السياسية لشمال إفريقيا، أن الملف يؤثر على اتحاد المغرب العربي، ويعتبر بمثابة عرقلة تجارية لشمال إفريقيا، مضيفة في مقال بأن العداء بين الجزائر والمغرب وصل إلى درجة كبيرة، بعد إغلاق الحدود منذ .1994 وفي الوقت الذي يصر فيه المغرب على ضرورة اعتماد مبادرة الحكم الذاتي، ترى جبهة البوليساريو أن الوضع النهائي للصحراء ينبغي أن يتقرر في استفتاء على تقرير المصير، حسب المصدر ذاته. وأضاف أن كريستوف روس المبعوث الأممي إلى الصحراء المغربية، أجرى خلال الأسابيع القليلة مشاورات في ثلاث عواصم، ويتعلق الأمر بفرنسا وإسبانيا وبريطانيا، ومن المنتظر أن ينتقل إلى موسكو وواشنطن. وقال البشير الدخيل، فاعل مدني صحراوي وقيادي سابق بجبهة البوليساريو، إن روس لم يأت بجديد، وهذا تطور خطير، مؤكدا في تصريح لالتجديد أن المغرب هو الذي تقدم بمقترح لحل واضح، وأن الجزائر والبوليساريو تحاولان فرض وجهة نظر أحادية المفهوم تتعلق بتقرير المصير. وأكد أتلاتي أن العودة الكبيرة للمواطنين العاديين إلى المغرب يعني أن هناك قياديين على وشك الدخول، على اعتبار الارتباطات القبلية المعروفة، مبينا أن هذه العودة المكثفة تعرف استنفار القوى الاستخباراتية والعسكرية للحد منها، سواء على مستوى الحدود أو على مستوى الدول التي تعرف تواجد قياديين عبروا عن مناقشة الحكم الذاتي. وبخصوص احتمال جلوس المغرب على طاولة المفاوضات على أساس مقترح بيكر القاضي بالحكم الذاتي ثم الاستفتاء، قال إن موقف المغرب واضح وهو رفض المقترح بسبب العراقيل التي وضعتها البوليساريو، مقابل الضمانات الذي يقدمها المغرب في مقترحه حول الحكم الذاتي، والذي يلقي دعما على مستوى المنتظم الدولي. وأكد الدخيل أن محاولة روس الدفع بمقترح بيكر مجرد هروب إلى الأمام، وأنه لا يمكن العودة إلى نقطة الصفر نتيجة نزوات البعض.