انتقد عبد القادر بندالي، الخبير المالي والاقتصادي، الارتفاع الكبير للقروض الاستهلاكية وقروض العقار والقروض الصعبة، فضلا عن ثقافة القروض التي تغزو المجتمع المغربي. واعتبر بندالي، في تصريح لالتجديد، أن هذه القروض ليست لها علاقة بالاقتصاد الفعلي، مشددا على أن النظام الربوي يعيش بالقروض ويعمل على توسيع مساحة انتشاره. واعتبر المتحدث، أن ثقافة القروض بالمغرب عبارة عن مرض في المجتمع، وأن العديد من الأسر تعيش على وقع المشاكل بسبب هذه الظاهرة، مبينا أن القروض غير الربوية يمكن أن تخرج العديد من الأسر من مشاكلهم، متسائلا عن نسب الفائدة المرتفعة جدا؛ المفروضة على الشرائح المجتمعية المتواضعة الدخل. وقال بندالي إن ظاهرة الديون لها تداعيات اجتماعية خطيرة، مثل ارتفاع الجريمة والسرقة، بالإضافة إلى الأسر التي لا تستطيع تسديد ديونها والتي تلجأ إلى الأفراد الذاتيين من أجل الاستدانة من جديد، مما يجعلها تدخل دائرة مفرغة. وأكد بنك المغرب على ارتفاع القروض المعلقة الأداء، وهي القروض التي يجد الأفراد صعوبة في استردادها، ب 6,9 خلال يونيو الماضي مقارنة مع نفس الشهر من السنة الماضية، لتصل إلى أزيد من 31 مليار درهم. وتشكل هذه القروض هاجسا يقض مضجع جل الأسر المغربية. وأشار المصدر ذاته في المجلة الشهرية، حول الظرفية الاقتصادية والنقدية والمالية للشهر الحالي، إلى أن قروض الاستهلاك صعدت بحوالي 16,4 في المائة، وناهزت 31,7 مليار درهم، بالإضافة إلى ارتفاع القروض العقارية، وكذا ارتفاع القروض المختلفة على الزبائن. وأبرز التقرير السنوي، حول مراقبة ونشاط نتائج مؤسسات القروض خلال السنة الماضية، أن القروض الصعبة الموزعة من لدن مؤسسات التمويل بالنسبة للشريحة التي تتقاضى أقل من 4000 درهم، وصلت إلى 14 في المائة، و9 في المائة بالنسبة للشريحة التي تتقاضى ما بين 4000 و5000 درهم، والذين يتقاضون أزيد 20 ألف درهم، وصلت نسبة قروضهم الصعبة إلى 9 في المائة. وتبقى شريحة الأجراء الأكثر معاناة من هذه القروض، إذ وصلت النسبة إلى 19 في المائة، مقارنة مع 8 في المائة لدى الموظفين، و12 في المائة لدى المهنيين. وأكد بندالي، أنه على الصعيد العالمي، المال الربوي فاق 50 في المائة، مما أدى إلى انفجار القطاع المالي، ومس ذلك المستهلك والدولة على حد سواء. وقال إن العجز في تسديد القروض يرجع إلى هذا النظام، إذ أن هناك أفراداً يشاهدون أن وتيرة الاستهلاك ارتفعت، مما يجعلهم يلجأون إلى القروض، ويستهلكون أكثر من قدرتهم. وأوضح أن العقار مثلا، شهد قفزة في الأسعار بسبب القروض، مبينا أن هناك الاقتصاد الفعلي، والاقتصاد المصطنع المبني على القروض والذي يمكن أن يؤدي إلى انفجار.