اختتم الموسم الديني لحفظة القرآن بواد زم، والذي تنظمه سنويا جمعية حفظة القرآن الكريم بالتنسيق مع المجلس العلمي المحلي، على مدى ثلاثة أيام بمحاذاة زاوية الولي الصالح امحمد بلبصير بقبيلة السماعلة بواد زم. وتوزع المشاركون من حفظة القرآن في القبائل المجاورة على عشرين خيمة نصبت بالمكان وضمت ما بين 100 و130 مشارك. وتبارى المشاركون على مدى ثلاثة أيام في حفظ القرآن الكريم وتجويده وترتيله، وبعد ذلك تم توزيع جوائز على الفائزين منهم. وحسب طويل الزايدي، وهو باحث من المنطقة، فإن هذا التقليد السنوي انطلق منذ سنة ,1929 مشيرا، في تصريح ل التجديد، بأن هذا الموسم له دور في التعريف بالدور التاريخي للمنطقة في مقاومة الاستعمار، والتي تشكلت نواتها من حفظة القرآن الكريم. وأوضح الزايدي أن الدلالة التاريخية العميقة للمكان، هي التي أهلته لاحتضان هذا الملتقى الإيماني، شاهدا لأهل زمانه بما كرسوه من جهود جهيدة، وما بذلوه من أرواح زكية في سبيل الدفاع عن حوزة الدين والوطن، مشيرا إلى أن هذا المكان شكل دائما رباطا حقيقيا لأهل القرآن، خاصة إذا علمنا أن هذا المكان تواجد فيه أحد الرجالات الصالحين؛ وهو أبو عبد الله محمد بن زيري الزناتي، المعروف ب امحمد بلبصير؛ الذي عاصر دولتين (الدولة المرابطية والدولة الموحدية)، وأسس زاوية بمفرده، لا تبعد إلا بأميال معدودة عن الزاوية الشرقاوية.