عرض الدكتور إدريس بنصاري، خبير مغربي معروف في الأوساط الدولية، وعضو في عدة منظمات علمية وفكرية، خريطة للمناطق المهددة بالزلازل والمناطق المهددة بالجفاف، وذلك في الندوة العلمية التي نظمتها شعبة الدراسات الإسلامية وجمعية ملتقى العلوم والمجتمع (جامعة محمد الخامس- الرباط) مساء الأربعاء 15 يونيو 2005 بقاعة محمد حجي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجامعة ذاتها. ندوة ذات حمولة علمية ثقيلة حال دون بيانها تخلف في الخدمة التقنية بتوفير الوسائل من لدن إدارة الكلية. وقال الدكتور محمد بلبشير مؤسس شعبة الدراسات الإسلامية بالمغرب في تقديمه للندوة إن هذه المناسبة العلمية تندرج في سياق الاحتفال بمرور ربع قرن على تأسيس الشعبة، وفي النسق الذي يحكم نظرة الشعبة إلى الكتاب المقروء والكتاب المشهود. وقدم الدكتور إدريس بنصاري قراءة علمية خالصة للكون وبنائه، والاكتشافات المستمرة فيه المفسرة لقول القرآن الكريم (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق) وقوله أيضا (سأريكم آياتي فلا تستعجلون). ونبه المتحدث، وهو يستعرض عموميات حول النظام الشمسي والكواكب، إلى أن القرآن الكريم كتاب هداية وليس كتاب علم، وتناول في عرضه المجرات الكونية ومواقعها والعلاقات بينها، والنظام الشمسي الذي توجد مجرتنا داخله والزلازل وديناميتها، والتغيرات المناخية الطبيعية وغير الطبيعية، اي التي يصنعها الإنسان، والدورة المائية الموصوفة في القرآن بدقة، معززا كل ذلك ببعض الآيات القرآنية الكريمة. وفي حديثه عن الحالة المغربية، ذكر الخبير أن الزلازل والجفاف من المخاطر التي تهدد المغرب، وأشار إلى أن مناطق تطوان وأرفود وإفران وأكاذير كلها مهددة بالزلزال. وبطريقة فريدة، تطرق الدكتور عبد المجيد الطريباق المهندس الزراعي المتخصص في المياه والغابات ودكتور في البيئة والتعمير وباحث في وزارة الفلاحة، دوائر التناول القرآني لقضايا البيئة الكونية، مصنفا عددا من الآيات القرآنية ضمن كل دائرة من الدوائر العشرة التي عرضها، وحال الوقت بينه وبين تمام التفسير والتنوير. وقال الباحث إن المهد الدنيوي للنوع البشري يقوم على توازن بيئي دقيق قابل للاختلال وحدوث كوارث، بسبب الدينامية الداخلية للتوازنات الذاتية للكون، أو بتراكم اثر فعل الإنسان في أنماط استغلال الموارد الطبيعية والتأثير على التوازنات البيئية بأنشطة الزراعة والصناعة والتجهيز والتوسع الحضري أو تفجيرات نووية. وأضاف أن النص القرآني يربط ربطا واضحا بين التوازن البيئي في النظام الكوني أو الخلل فيه وبين مقتضيات التذكير بالبعد الرسالي في الهدف من خلق الكون واستخلاف الإنسان فيه. وتتوزع دوائر الوصف القرآني لقضايا البيئة الكونية عموما على الشكل التالي 1 دائرة الوصف القرآني لتفرد الله بخلق البيئة الكونية. 2 دائرة الوصف القرآني للعظمة في الخلق. 3 دائرة الوصف القرآني للقوانين البيئية الكونية. 4 دائرة الوصف القرآني للتصرف خارج القوانين البيئية الكونية. 5 دائرة الوصف القرآني للتوازن البيئي في الكون. 6 دائرة الوصف القرآني للتدبير الكوني والقيومية عليه. 7 دائرة الوصف القرآني لخصائص الاستخلاف في البيئة الكونية. 8 دائرة الوصف القرآني للكوارث البيئية التنموية. 9 دائرة الوصف القرآني للكوارث البيئية المرتبطة بسنن النظام الرسالي للكون (سنن الاستخلاف والتمكين وتداول النعم). 10 دائرة الترابط بين التنموي والرسالي في الوصف القرآني للكوارث البيئية. وأخبر المشاركان أن مضمون ندوتهما سيكون موضوع كتاب مشترك سيظهر قريبا. حضر الندوة نخبة من الأساتذة والباحثين والمفكرين والمهتمين. حسن السرات