نابلس أو دمشق الصغرى كما يطلق عليها، تكتظ بزائريها من أهالي الضفة الغربية، وحتى فلسطينيي الداخل؛ حيث تصبح قبلة للتسوق في الشهر الفضيل، فترى أسواقها القديمة مليئة بكل ما يشتهيه الصائم على مائدة إفطاره. تعتبر مدينة نابلس من المدن الاقتصادية التي تعتمد في دخلها على الاقتصاد والسياحة بشكل رئيسي. وبما أن الشهر الفضيل قد طرق الأبواب فإن أسواقها لا تكاد ترى بسبب زحام المشترين منها. أسواقها القديمة شبيهة بأسواق مدينة دمشق؛ ولذلك يطلق عليها المؤرخون دمشق الصغرى. يقول محمد (30 عامًا) من مدينة جنين إن أسواق البلدة القديمة تشعره بالراحة النفسية والرغبة في التسوق وشراء الحاجيات بشكل كبير. ويتابع محمد قائلاً: "إن أسعار نابلس رخيصة مقارنة بباقي المحافظات؛ ولذلك أفضِّل المجيء أسبوعيًّا إلى المدينة والتسوق فيها". حلويات نابلسية رمضانية وتنتشر أنواع الحلويات بأشكالها كافة، ولكن أكثرها شهرة هو "القطايف". يقول رامي (27 عامًا) من مدينة نابلس: "إن القطايف وجبة رئيسية على مائدة الإفطار اليومية، ونحن نأكل القطايف قبل الإفطار، وهذا منتشر في نابلس". أما رهام (45 عامًا) -وهي أستاذة مدرسة في سلفيت- فتقول إنها لا تشتري حلويات الإفطار إلا من نابلس؛ وذلك بسبب نوعيتها وجودتها، وتضيف: "إذا ما خيِّرت بين أن أصنع أنا حلويات منزلية أو حلويات نابلسية، فبالتأكيد سأشتري الحلويات النابلسية". موجة الحر والأيام الأولى ومع بدء الشهر الفضيل واستمرار ارتفاع درجات الحرارة، فإن المتنفس الوحيد لسكان نابلس هو بعد الفطور وصلاة التراويح، فتنطلق أعداد كبيرة من السكان إلى أماكن محصورة ببعض المناطق في نابلس، مثل حديقة سما نابلس، ويشبِّهها البعض بجبل "قاسيون" المطل على دمشق؛ حيث إنها تشرف على مدينة نابلس، وتمتاز بعلوها الكبير عن المدينة. وحديقة سما نابلس تتبع بلدية المدينة بشكل مباشر، وتوفر متنفسًا جيدًا لسكان المدينة، وخصوصًا قدرتها الاستيعابية الكبيرة لعدد كبير من السكان، ولكن توجُّه آلاف من السكان بعد الإفطار إلى الحديقة ليلا خلق فيها زحامًا شديدًا لم تشهده الحديقة من قبل. يقول محمود (40 عامًا) وهو من نابلس إن "ارتفاع سما نابلس جعلها منطقة لطيفة الجو، وفيها هواء بارد نسبيًّا، ومع موجة الحر الشديدة تجد جميع الناس يأتون إلى الحديقة من أجل التخفيف عن أنفسهم، وهذا خلق بعض الأحيان زحامًا شديدًا، خصوصًا بالسيارات". أما مسؤولو البلدية فقالوا إن العمل جارٍ على قدم وساق من أجل إتمام مشروع سما نابلس؛ حيث إنه لم ينتهِ بعد. باب الحارة يجمع العائلات وتنتشر في مدينة نابلس المطاعم العائلية الكبيرة، مثل مشروع حياة نابلس، وهو مشروع استثماري يحوي قاعة للأفراح، وبرك سباحة كبيرة، ومطعمًا، وتجتمع العائلات بالمئات في هذا المطعم المفتوح من أجل مشاهدة المسلسل السوري "باب الحارة". تقول حنين (40 عامًا) من الجبل الشمالي في نابلس: "إن مسلسل باب الحارة يقدم نموذجًا جميلاً من التماسك الاجتماعي، وهو يعطينا انطباعًا هو أصلا كان موجودًا عند آبائنا". وتضيف: "يشعرني المسلسل بأنه يتحدث عن مدينة نابلس ومقاومتها الاحتلال ووقوف أهلها بشكل موحد ضد الاجتياحات عام 2002م".