تتسبب مئات الحواجز العسكرية الإسرائيلية المنتشرة على مداخل وفي مفترقات الضفة الغربية وقطاع غزة في حرمان مئات الفلسطينيين من فرحة الإفطار على مائدة واحدة مع أطفالهم وعائلاتهم، حيث يضطرون أثناء تنقلهم إلى الإفطار على هذه الحواجز بما يجدونه من طعام متواضع على عربات البيع المتنقلة. وتعتبر الحواجز واحدة من أساليب العقاب الجماعية التي تمارسها قوات الاحتلال ضد السكان الفلسطينيين، حيث تمنع التنقل من خلال الشوارع الفرعية والرئيسية بالسيارات، وتسمح أحيانا بالتنقل على الأقدام وعبور الشوارع الالتفافية المخصصة للمستوطنين إلى الجهة المقابلة حيث الطرق المخصصة للعرب!. وتعتبر فئة العمال الأكثر تضررا من هذه الحواجز حيث يضطرون للعمل حتى ساعات العصر لتوفير لقمة الخبز لأبنائهم ثم يعودون إلى منازلهم بعد اجتياز عشرات الحواجز في ساعات المساء. ويقول "همام جبر" الذي يعمل في منطقة "اللقية" قرب النقب إنه يضطر لتجاوز عدة حواجز عسكرية والسير على الأقدام في الجبال لمسافات طويلة حتى يصل لمكان عمله أو يعود لبيته. ويضيف: عدت بالأمس أنا واثنين من العمال من مكان العمل ففوجئنا في منطقة "الرماضين" جنوب الخليل بوجود جيب عسكري ينتظر العمال ويقوم بتفتيشهم، وعندما وصلنا مع مغيب الشمس بدأ الجنود ومعهم مجندة يضربوننا في مختلف أنحاء الجسم، وعندما قلنا لهم أننا صائمون ونريد أن نفطر مع أبنائنا بدأوا يهزأون بنا ورفضوا إخلاء سبيلنا إلا بعد نحو ساعة من الأذان وهددونا بقتلنا إذا أمسكوا بنا مرة ثانية. ولا يقل الطلبة والموظفون معاناة خلال الشهر الفضيل عن العمال. ويقول "حمزة مصطفى" من الخليل وطالب في جامعة القدس في القدسالمحتلة إنه أراد أن يتناول طعام الإفطار في اليوم الأول من رمضان مع والديه لكنه لم يفطر معهم لأنه تأخر في طريق العودة إلى المنزل. ويضيف: خرجت من الجامعة بعد الظهر فانتظرت طويلا عند حاجز طريق وادي النار شمال مدينة بيت لحم، وبعد طول انتظار تجاوزت الحاجز من خلال الجبال سيرا على الأقدام فوصلت مدينة بيت لحم بعد العصر، ثم اتجهت إلى الخليل فأوقفنا حاجز آخر عند قرية الخضر وانتظرنا قرابة ساعة كاملة، ثم سمح لنا بالمغادرة، وعند حاجز عتصيون بين الخليل وبيت لحم أوقفنا الجنود ثانية وقاموا بالتدقيق في هوياتنا ثم سمح لنا بمواصلة المسير حتى وصلت مشارف الخليل. ويتابع: كان ذلك بعد الشمس وبعد ذلك بدأت رحلة التنقل عبر الحواجز الترابية ومن سيارة إلى أخرى حتى وصلت البيت مع صلاة التراويح. وفي مدينة نابلس الضفة الغربية اضطر مساء الاثنين عشرات المواطنين إلى الإفطار على الحواجز المؤدية إلى المدينة لمنعهم من العودة إلى منازلهم. وذكر عدد ن المواطنين أن قوات الاحتلال منعتهم من الدخول عبر المداخل الرئيسية للمدينة مما اضطرهم للبحث عن شيء يفطرون عليه على هذه الحواجز رغم أن بينهم مرضى وكبار في السن وعمال كانوا في طريق عودتهم إلى منازلهم بعد قضاء حاجاتهم خارج نابلس. فلسطين-عوض الرجوب