تضاعف الحواجز العسكرية الإسرائيلية المقامة طرقات المدن الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة معاناة مرضى الكلى الفلسطينيين الذين يعانون أصلا من الإعياء والإرهاق. وتواجه مرضى الفشل الكلوي بشكل شبه يومي أصناف مختلفة من الاضطهاد والمنع من الوصول إلى المستشفيات من قبل جنود الاحتلال خاصة على الحواجز المقامة على مداخل المدن. ويقول أحمد التلاحمة (50عاما) من بلدة دورا غرب الخليل، الذي يعاني من فشل كلوي، ويخضع لجلسات غسيل مرتين في الأسبوع، أنه يضطر لسلوك طريق جبلية وعرة للوصول إلى مستشفى الخليل الحكومي لحضور جلسات الغسيل، ومن ثم العودة. ويضيف: ذهبت أول أمس الخميس إلى المستشفى لغسل الكلى، وبعد الانتهاء من جلسة الغسيل عدت مع أحد أقاربي بعد العصر في سيارته إلى المنزل، ففوجئنا بحاجز عسكري على الطريق المؤدية إلى بلدتي، ورغم ظهور آثار الإعياء على جسدي إلا أن جنود الاحتلال رفضوا السماح لي بالعودة، فاضطررنا للبحث عن طريق ترابي بديل ووعر، واستغرقت عودتنا للمنزل أكثر من ساعة، في حين لا تستغرق ربع ساعة في الوضع الطبيعي. وتابع: هذه المعاناة تتكرر مع العشرات من مرضى الفشل الكلوي وخاصة سكان القرى، وإذا كنت أحتاج ساعة للوصول للمنزل فهم يحتاجون ثلاث أو أربع ساعات. من جهته أكد الدكتور إسماعيل بدير مدير مستشفى الخليل الحكومي في حديث ل (التجديد) أن أكثر من مائة مريض يعانون من فشل كلوي في محافظة الخليل يتعاقبون على جلسات غسيل في المستشفى، مضيفا أن السلطة الفلسطينية تولي اهتماما خاصا بمرضى الفشل الكلوي في حدود طاقاتها، ولذلك تخصص اعتمادات كبيرة لأقسام الكلى في المستشفيات الفسطينية. وقال الدكتور بدير أن الحواجز العسكرية الإسرائيلية تشكل معاناة أخرى للمرضى حيث تمنع تنقلهم، وتمنع وصول الأدوية إلى المستشفيات. وتابع: طلبت منا سلطات الاحتلال معلومات عن مرضى الكلى بهدف عمل بطاقات خاصة لهم منذ شهور، وحتى الآن لم نتلق الرد. وأضاف: الحواجز الإسرائيلية قد تسمح أحيانا بمرور المرضى الذين يبدو عليهم آثار المرض، ولكنها لا تسمح أبدا بمرور الأطباء والممرضين وخاصة الأخصائيين، وهنا لا يمكن أن نجد أي بديل للأخصائي، وهذا أمر خطير جدا ويهدد حياة مئات المرضى ومنهم مرضى الفشل الكلوي. وأضاف: نُمنع أيضا من نقل المرضى والأدوية بين المدن الفلسطينية، وحاولنا نقل خمسة مرضى كلى إلى مدينة رام الله إلا أن جنود الاحتلال أجبرونا على العودة من حاجز النفق قرب القدس، وحدث هذا ثلاث مرات، وعندما نجحت السيارة بعد جهود مضنية في إيصال المرضى لمدينة رام الله جلبت معها بعض الدواء، إلا أن قوات الاحتلال على حاجز قلنديا أجبرتها على إفراغ حمولتها والعودة فارغة رغم حاجتنا الماسة لهذه الأدوية. وبشكل عام تؤدي العراقيل المستمرة لهؤلاء المرضى إلى مخاطر صحية كبيره تعرض حياتهم، في ظل إصرار الاحتلال على منعهم من التنقل والوصول للعلاج. وغني عن التعريف أن جلسة غسيل الكلى للمريض الواحد تستغرق ثلاث أو أربع ساعات، يخرج المريض بعدها متعب جدا يحتاج لمن يعينه. جدير ذكره أن فلسطين كلها تضم أربع مراكز لغسيل الكلى فقط في كل من: نابلس والخليل وبيت جالا ورام الله. وتخدم وحدة غسيل الكلى في المستشفى الوطني في نابلس سكان شمال الضفة الغربي أي مدن طول كرم وجنين وقلقيلة إضافة إلى مدينة نابلس. فلسطين-عض الرجوب