واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلية حملتها التعسفية ضد الشعب الفلسطيني في مدن الضفة الغربيةالمحتلة وقطاع غزة، وشددت من إجراءاتها القمعية بحق السكان المدنيين. فقد فرض جيش الاحتلال طوقا شاملا على مدن الضفة الغربية، ومنع السكان من التنقل بينها، ومنع سكان القرى والأرياف من الوصول إلى المدن. كما واصل جيش الاحتلال حملات الاعتقال بحق الفلسطينيين، وألقى خلال أيام العيد بالعشرات منهم في السجون دون محاكمة. وأكد نادي الأسير الفلسطيني أن قوات الاحتلال تعتقل في سجني النقب وعوفر آلاف الفلسطينيين وتخضعهم للحكم الإداري، ويتعرض أكثرهم للتمديد الاعتقال المفاجئ. وطالب النادي المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية سرعة التدخل لوقف سياسة تمديد الاعتقال لمن أنهوا حكمهم، وضرورة التدخل للإفراج عن عشرات الأسرى الجرحى. وفي ذات السياق أكد محامون فلسطينيون أن قوات الاحتلال تخطط لإقامة سجن جديد كبير، ومركز تحقيق بالقرب من مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية لاستيعاب الأعداد المتزايدة من المعتقلين. تردي الوضع الصحي من جهته حذّر وزير الصحة الفلسطيني الدكتور أحمد الشيبي من خطورة الأوضاع الصحية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة . و قال الشيبي في تصريح نقلته وكالة "قدس برس" إن نحو 89 مريضاً و مريضة استشهدوا نتيجة منع وصولهم إلى المستشفيات، وإعاقة قوات الاحتلال المتمركزة عند الحواجز العسكرية لسيارات الإسعاف. وأوضح الشيبي أن "المرضى أصبحوا لا يستطيعون تلقّي الخدمات الصحية المطلوبة، سواء في المستشفيات أو مراكز الرعاية الأولية خاصة المرضى المزمنين (القلب و السكر و الضغط و السرطان و الفشل الكلوي) ، الأمر الذي تسبّب في وفاة الكثير منهم. وأشار إلى أن من بين المرضى الذين استشهدوا 41 من كبار السن من الرجال والشباب و5 من الإناث و23 من الأطفال حتى سن 18 عاماً، مؤكدا أن معظم الشهداء من محافظات الضفة الغربية الخاضعة لحصار مشدد وحظر تجول شبه متواصل منذ عدة أشهر. وقال الشيبي إن وزارة الصحة أصبحت تُسيِّر عملها بطواقم وقوة بشرية عاملة محدودة نتيجة منع وإعاقة قوات الاحتلال الإسرائيلية للأطقم الطبية والعاملين في المستشفيات والمؤسسات الصحية في محافظات الضفة الغربية، وهذا يؤثر سلباً على تقديم الخدمات الصحية. 2836 شهيدا وشهيدة وذكر الشيبي أن إجمالي عدد الشهداء في الفترة من 28-9-2000 وحتى 15-2-2003 بلغ 2836 شهيداً وشهيدة، فيما وصل عدد الجرحى حتى نفس اليوم إلى نحو 43468 جريحا في محافظات الضفة وغزة. وأوضح أن من بين الشهداء أطفال دون (18 عاماً) وصل عدهم إلى 544 طفلاً وطفلة، كما يوجد بين الشهداء 171 شهيدة. وطالب الشيبي منظمة الصحية العالمية ووزراء الصحة العرب والصليب الأحمر الدولي وكل المنظمات الدولية بالضغط بشكل فاعل لإنقاذ صحة أبناء الشعب الفلسطيني، كما ناشد المجتمع الدولي بالعمل على إلزام إسرائيل بتنفيذ القوانين الدولية واتفاقية جنيف الرابعة، التي كفلت للمواطن أبسط حقوق الإنسان في التمتع بحرية الحركة وتلقي العلاج. فلسطين- عوض الرجوب