أكد عبد العلي الودغيري، أستاذ باحث في اللغة العربية وآدابها، في اتصال لالتجديد، بأن الاقتصار على اللغة الفرنسية كلغة ثانية بالمغرب وما لها من أهمية كبيرة، يدل على استمرار التبعية لفرنسا والفترة الاستعمارية. وشدد على أن المغاربة مازالوا مستعبدين ولم يخرجوا بعد من التبعية الفكرية والثقافية لفرنسا، مضيفا بأن هذه التبعية تتلوها تبعية اقتصادية، تجر معها تبعية سياسية. وأفاد بأن المغرب لا يرى العالم إلا من خلال نافذة فرنسا، ولا يرتدي إلا نظارة واحدة باتجاه فرنسا. ومن جهته، دعى سعيد بلاري، طبيب وباحث في علم النفس بمركز الطب النفسي الشرعي بهولندا، في مقال كتبه نهاية الأسبوع الماضي (8 غشت 2010)، إلى استبدال اللغة الفرنسية بالإنجليزية في المغرب، وخاصة عند النخبة المثقفة. إذ اعتبر بأن استمرار هيمنة اللغة الفرنسية في المغرب دليل على عدم اكتمال الإستقلال وتساءل بلاري عما إذا كان المجتمع المغربي بكامله قد تشبع فعلا بمظاهر الاستقلال بعد أكثر من 55 سنة عليه، مضيفا بأن المستعمر الفرنسي ما زال عمليا يخضع قلوبنا وعقولنا، فيما يتعلق بالإمكانيات المرتبطة بمستقبلنا. وربط التحرر من اللغة الفرنسية، التي قال بأنها لا يجب أن تكون حتى في الرتبة الثالثة أو الرابعة من حيث الإستعمال، بتغيير العقليات والمساهمة في التنمية في المجتمع المغربي. وقال بأن إعطاء نفس جديد للغة الإنجليزية بالمغرب سيطلق إحساسا بحرية الروح في مجتمعنا المغربي، وهو الأمر الذي شجع على أنه سيعمل على إضعاف وتآكل الفرامل والمعوقات التاريخية المستقرة في العقل الجماعي المغربي. وأضاف بأن فرنسا والفرنسية هي جزء من تاريخنا لم نختره طواعية، وهذا هو ما يجب أن تبقى عليه مجرد جزء من التاريخ. من جهة أخرى، أكد بلاري بأن اللغة الفرنسية تقف كعائق أمام تقدم المغرب، من خلال عدم انفتاحه على ما يحصل من نمو وتطور في عدد من مناطق العالم، وخص بذلك منطقة جنوب شرق آسيا وما يحصل فيها من تقدم علمي. وأيد الودغيري هذا الطرح، إذ قال بأن الفرنسية لم تعد أصلا لغة رائدة في مجال العلم والتكنولوجيا، وقال بأن الاكتفاء بها فقط دليل على الانغلاق لا الانفتاح. واقترح في هذا الجانب، أن يتم تبني موقف يقوم على التعددية اللغوية، وشرح بأنه يمكن ترك الحرية لاختيار أكثر من لغة وليس فقط التركيز على الفرنسية. وقال بأن هذه الأخيرة تقع في موقع متأخر من حيث عدد مستخدميها. وأكد في نفس السياق على أن الإنجليزية أصبحت اليوم لغة العلم والتقدم، لكنه اعتبر بأن تنويع اللغات المستخدمة سيعطي للغة العربية موقع السيادة في بلدها، وفسر ذلك بكون هذا التعدد سيمنح بقية اللغات وضعا تكميليا، بدل السيطرة والغلبة على اللغة الرسمية.