في أول بلاغ صدر عن المكتب التنفيذي الجديد عبرتم عن إلحاق كل من الأستاذ عبد الله بها والأستاذ محمد يتيم بالمكتب التنفيذي، على خلاف ما جاء في الصحافة بكون هذا المؤتمر هو محطة الإعلان عن القطيعة أو المزيد من التمايز مع حزب العدالة والتنمية؟ إن ما أثارته الصحافة بعد إعلان نتائج الفرز من أن ذلك يشكل قطيعة وإزاحة لقيادة العدالة والتنمية وتطليق بين الهيئتين، كلها عبارات في رأينا ليست هي الدلالة الحقيقية للتمايز، لأننا في بداية التأسيس كنا في نقاشاتنا أمام خيارين، إما الوصل والاندماج أو الفصل والقطيعة، غير أن قرارات الهيئات الشورية اختارت بكل وضوح خيارا بعيدا عن هذين الخيارين المتطرفين، فكان القرار هو علاقة الشراكة الاستراتيجية التي تضمن استقلالية الهيئتين، وفي نفس الوقت الفصل الوظيفي، فقد كان عدد الأعضاء المشتركين بين الأمانة العامة للحزب والمكتب التنفيذي للحركة، يصل إلى خمسة أعضاء، واليوم في حدود عضوين فقط، ناهيك عن التمايز الذي حصل على مستوى القيادات الجهوية للمؤسستين، والتمايز التام على مستوى القيادات المحلية، وهذا مسار مازلنا ملتزمين بالتقدم فيه إلى الأمام كلما سمحت الإمكانيات البشرية المتوفرة لدى الهيئتين. وقرار إلحاق كل من الأستاذ عبد الله بها والأستاذ محمد يتيم بالمكتب التنفيذي قد اتخذ في المكتب التنفيذي، وذلك في إطار ما يعطيه القانون الداخلي للحركة من حق للمكتب التنفيذي بإلحاق ثلاثة أعضاء، بالإضافة إلى مسؤولي الجهات الأربع المنتظر انتخابهم في الجموع العامة الجهوية بعد رمضان إن شاء الله. سبق للمكتب التنفيذي أن قبل استعفاء كل من الدكتور سعد الدين العثماني والأستاذ عبد الإله بن كيران بعد انتخاب كل واحد منهما أمينا عاما للحزب، فلماذا تتمسك قيادة الحركة اليوم بكل من الأستاذ بها والأستاذ يتيم؟ في الحقيقة إن إسهام كل من الأستاذ بها والأستاذ يتيم في المنهج العام للحركة، وما يمثلانه من خبرة وتجربة ومن عناصر تثبيت خيار الوسطية والاعتدال والواقعية ومكانتهما عند القيادات الشابة الحاضرة في المكتب التنفيذي، كلها عناصر رجحت الإبقاء على عضويتهما على أساس أنه إذا كان التجديد في القيادات هو أحد مميزات هذه الحركة، فإن إنجاح عملية إدماج القيادات الشابة وضمان تسليم المشعل بسلاسة وتدرج بين الأجيال داخل الحركة رهين بالحفاظ على الحد الأدنى من الجيل المؤسس إلى جانب القيادات الجديدة. لأول مرة يرفع الجمع العام للحركة برقية لأمير المؤمنين، كيف تفسرون هذا الأمر؟ في الحقيقة ليست المرة الأولى التي ترفع فيها الحركة برقية إلى أمير المؤمنين، والجديد هذه المرة أنها تليت في الجمع العام، وإلا فإن الحركة سبق لها بمناسبة الجمع العام السابق رفع برقية إلى صاحب الجلالة مباشرة بعد انعقاد أول مكتب تنفيذي بعد الجمع العام الثالث. وأما مضامين البرقية، والتي سبقتها، فقد أكدت على ما جاء في رسالة التعزية التي بعثت بها الحركة إلى صاحب الجلالة على إثر وفاة الراحل الحسن الثاني رحمه الله، واعتلاء ولي عهده محمد السادس العرش، وقد أكدت فيها الحركة على رابطة البيعة الشرعية القائمة بين الملك وبين الشعب المغربي على أساس كتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى التمسك بالثوابت الوطنية التي كانت وستظل أساس استقرار المغرب واستمراره، وهي الإسلام والملكية الدستورية القائمة على إمارة المؤمنين والوحدة الوطنية شعبا وأرضا. وهذا كله ليس جديدا على مواقف الحركة؛ لأن اختيار العمل في إطار القانون والمؤسسات أمر كانت فيه الحركة سباقة، بل شكلت في وقت من الأوقات حالة الاستثناء في العالم الإسلامي في وقت كان السائد في أغلب الأحيان هو الصراع الدموي والعنيف بين الحركات الإسلامية والأنظمة العربية. وكل وثائق الحركة تؤكد على هذا النهج وهذا المسار، بل أكثر من ذلك نعتبر بأن عمل الحركة وعلى مر ثلاثين سنة أسهم بشكل ملموس في تخريج شباب مقتنع بالعمل من أجل الدعوة والإصلاح في إطار القوانين ومعتز بانتمائه إلى دينه ووطنه. وأسهمت في إبعاد شبح التطرف والغلو، والحركة واعية بجسامة هذا الدور وأهميته وضرورته، وستستمر في القيام به للتخفيف من أخطار اليأس والتيئيس واللامبالاة. *** بلاغ من المكتب التنفيذي الجديد لحركة التوحيد والإصلاح عقد المكتب التنفيذي الجديد للحركة اجتماعه العادي الأول يوم الثلاثاء 7 شعبان 1431 ه الموافق ل 20 يوليوز .2010 وبعد وقوفه على ما حققه الجمع العام الوطني الرابع من نجاح على المستوى التنظيمي والإشعاعي والإعلامي وتنويهه بمجهودات كل من ساهم في هذا النجاح، فقد قرر إكمالا للمسطرة التنظيمية إلحاق الأخ عبد الله بها والأخ محمد يتيم إلى عضوية المكتب التنفيذي الجديد للحركة.