علمت التجديد أن منتدى الزهراء للمرأة المغربية أعد مذكرة بشأن تحسين صورة المرأة في الإعلام من أجل تقديمها للمنسق العام للحوار الوطني للإعلام والمجتمع، ويتمنى المنتدى أن تؤخذ مضامين مذكرته بعين الاعتبار في انتظار صدور الكتاب الأبيض بعد عدة مشاورات ونقاشات بخصوص الحوار الوطني حول الإعلام والمجتمع. ويدعو المنتدى ضمن مقترحاته في المذكرة بشأن تحسين صورة المرأة في الإعلام إلى توفير الحماية القانونية ونشر ثقافة حماية كرامة المرأة وصيانتها من كل استغلال. ويتضمن مقترح الحماية القانونية عدة نقط هي: تعديل قانون الاتصال السمعي البصري وتضمين المادة 2 والمادة 67 نصوصا واضحة ودقيقة في وجوب حماية المرأة في الإعلام، مع ترتيب عقوبات جزائية على المخالفين، وتضمين دفاتر التحملات المشار إليها في المادة 49 من القانون المتعلق بالاتصال السمعي البصري مقتضيات تنص على احترام حقوق الإنسان وعدم المس بكرامة المرأة في مجال السمعي البصري، وحث المركز السينمائي على إدماج معايير واضحة لمراعاة حماية كرامة المرأة، في سياسة الدعم المقدمة للإنتاج السينمائي، وتضمين قانون الصحافة والنشر بنودا تمنع المتاجرة بصور النساء بهدف الإثارة ورفع المبيعات، إضافة إلى دعوة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري على وضع شروط واضحة لحماية كرامة المرأة من كل مظاهر الاستغلال والتشييء عند المصادقة على دفاتر التحملات للقنوات التلفزية والإذاعية، مع السهر على المراقبة الصارمة البعدية لتطبيق بنود هذه الدفاتر. وصرحت بثينة قروري، رئيسة المنتدى ل التجديد، أن مبادرة المذكرة أتت بعد اللقاءات التي نظمتها منسقية الحوار الوطني حول الإعلام والمجتمع مع فعاليات من الجمعيات النسائية اليي أجمعت كلها على أن صورة المرأة في الإعلام المغربي ما تزال مهتزة؛ سواء تعلق الأمر بها كفاعل أو موضوع، على الرغم من صدور الميثاق الوطني لتحسين صورة المرأة في الإعلام منذ خمس سنوات خلت. وتعلق قروري أملها على أن تشكل نتائج الحوار الوطني بداية إصلاح للمشهد الإعلامي المغربي. وتنبه مذكرة المنتدى بخصوص نشر ثقافة حماية كرامة المرأة وصيانتها من كل استغلال أن القوانين والتشريعات على أهميتها تبقى غير كافية لوحدها لضمان تحسين صورة المرأة في الإعلام، لذلك، حسب المذكرة ذاتها، لا بد من سياسات ثقافية وقائية تعمل على تغيير العقليات وتسعى لنشر ثقافة حماية كرامة المرأة من كل مظاهر الامتهان والاستغلال في كل المجالات، وتحتاج مثل هذه السياسات إلى اعتماد مقاربة تشاركية تنفتح على مختلف مؤسسات المجتمع من مجتمع مدني وأسرة ومدرسة ومؤسسات تنشئوية، فالمجتمع المدني مدعو إلى تأطير المواطنين وتوعيتهم بالآثار السلبية لاستمرار الصورة النمطية التشييئية عن المرأة في وسائل الإعلام؛ والمدرسة مسؤولة عبر برامجها التعليمية عن النهوض بثقافة حقوق الإنسان وحماية كرامة المرأة؛ والأسرة بما هي الخلية الأساس للمجتمع مدعوة بدورها لترسيخ ثقافة احترام كرامة المرأة ورفض ومناهضة كل مظاهر الاستغلال والتشييء، بما يسهم في الرقي بالذوق العام للفرد والمجتمع لرفض استغلال المرأة في الإعلام لأغراض تجارية وسياسية. وأوضح المنتدى في مذكرته أن مبادرته تأتي وعيا منه وهو (شبكة جمعوية تضم 50 جمعية) بدور الإعلام في صناعة التوجهات والسلوكات وبناء الأذواق، وكذا دوره في التنشئة السياسية والثقافية والاجتماعية، وإدراكا من المنتدى لخطورة ما يبثه الإعلام عن المرأة ودوره في تشكيل الصور الذهنية لدى المتلقي بكل ما تحمله من إيحاءات وتمثلات سواء كانت ايجابية أو سلبية. وتأتي مذكرة تحسين صورة المرأة في الإعلام بعد تتبع ورصد لواقع المرأة في الإعلام الوطني، وعلى أمل أن تسعى منسقية الحوار الوطني للإعلام والمجتمع من خلال الكتاب الأبيض الذي تنوي إصداره في نهاية أشغالها، إلى اقتراح تدابير فعالة لتحسين صورة المرأة في الإعلام، لتكون في مستوى المكتسبات التي حققتها المرأة المغربية في العديد من المجالات، وتسهم في تعزيز موقع المغرب الذي يعتبر بلدا رائدا في الاهتمام بقضايا المرأة والتمكين لها. ويقصد المنتدى بالإعلام في هذه المذكرة الإعلام السمعي البصري وما يندرج تحته من قنوات عمومية وإذاعات خاصة وأفلام سينمائية وصحافة مكتوبة ومواقع إلكترونية صادرة عن هذه القنوات وكذا الإعلانات الإشهارية. وبرر المنتدى مبادرته بتركيز التقارير المتخصصة والدراسات العلمية المنجزة في موضوع المرأة والإعلام على الصورة السلبية التي يقدمها الإعلام حول المرأة وما تتضمنه من مظاهر التشييء والاستغلال بالتركيز على صورة المرأة الجسد (الإغراء)، مما يلغي كافة أوجه النشاط الذي تشارك بها المرأة في تنمية المجتمع. ويصل هذا الاستغلال إلى درجة تقديم إيحاءات جنسية مباشرة عن جسد المرأة، إضافة إلى الترويج لنماذج نسائية تقدم جسدها كسلعة، مع تغييب النماذج النسائية الكثيرة التي تكد من أجل العيش الكريم وتشارك بكل فعالية وكرامة في تنمية هذا البلد في مختلف المجالات. ويشار إلى أن منتدى الزهراء للمرأة المغربية سبق له أن أعد مذكرة مطلبية حول واقع المرأة المغربية سنة ,2006 وجهها إلى عدة وزارات وهيئات مسؤولة. ويذكر أن المغرب سبق له أن عرف التوقيع على ميثاق تحسين صورة المرأة في الإعلام بتاريخ 15 مارس ,2005 لكنه لم يتم تفعيله بالشكل المطلوب، مما يؤكد الحاجة إلى مبادرات تغير من صورة المرأة المغربية في الإعلام.