أجمع المتدخلون على أن المغرب يعيش حالة مخاض سياسي مفتوح على كل الاحتمالات، أما آفاق انتخابات2007 فهي رهينة بما يتأسس حاليا من قواعد قانونية وتشريعية ودستورية في الظرف الراهن، وتميز اللقاء أيضا بالنقد الذاتي الموجه الى الأحزاب السياسية وتجربة التناوب التوافقي والحكومة التكنوقراطية الحالية. وحضيت المسألة الإجتماعية والتعديل الدستوري بالتناول خلال الندوة، كما أن غياب ممثل حزب الإشتراكي للقوات الشعبية أثار الكثيرمن التسائلات. لماذا 2007مهمة وتستحوذ على اهتمام السياسيين الى هذا الحد؟ وماذا سيتغير بعد2007؟ هكذا بدأ محمد أوجار من حزب التجمع الوطني للأحرار مداخلته في إطار الندوة التي نظمتها كل من ايكو ميديا واتحاد الحركات الشعبية أول أمس الأربعاء بالرباط، وقال اوجاركل مانقوله عن 2007 سبق أن قلناه في 2002 وفي محطات أخرى، فما الذي تغيرإذن؟ وأشار أوجار أن النخبة السياسية المغربية تعاني من حالة اكتئاب سياسي، و المجتمع يعاني من مظاهر أزمة اجتماعية واقتصادية خانقة ، واعتبر أوجار أن هناك لوبيات مناهضة للديمقراطية تريد أن تقضي على الأحزاب السياسية وعلى دور هاته الأحزاب في الحياة السياسية، وخلص الى أنه لا يمكن تأسيس ديمقراطية حقيقية بدون تقوية الأحزاب السياسية، وإذا كان المغرب قد حقق بعض المكتسبات لعل من أهمها إقرار الكوطا النسائية في البرلمان وتقعيد الإسلام السياسي ممثلا في حزب العدالة والتنمية، فإن أوجارأردف قائلا ان الإنتخابات السابقة أنتجت خريطة سياسية قلصت من جاذبية انتقالنا الديمقراطي ليتسائل ماهي العوامل التي سنراهن عليها للقول بأن انتخابات 2007ستختلف عن الإنتخابات السابقة؟ وقال آوجار موضحا للأسف إن مايتفاعل في الساحة السياسية ببلادنا يذهب عكس تيار الإنتقال الديمقراطي ، وإن المغرب يسير الآن في الاتجاه الغلط ويعيش أزمة صامتة، لقد وصلت الحالة الى فرض وزراء على الأحزاب السياسية والى تقلد مناصب وزارية فارغة، وأن نرى تقلص دور الأحزاب السياسية في تدبير الشأن العام، ثم إن الوصول الى محطة2007 تستوجب إقرار قانون حقيقي للأحزاب السياسية، والقطيعة مع السلوك السياسي التقليدي لإفراز النخب. اما امحند العنصر الأمين العام للحركة الشعبية، فبعد أن أسرد مختلف المراحل التاريخية التي شهدتها الحياة السياسية المغربية، خلص الى أن نجاح استحقاقات2007 رهين بإقرار نمط إقتراعي يتلائم مع الخصوصية المغربية، وأن يراعي التقطيع الإنتخابي إمكانيات إفراز نخب وطنية ومحلية حقيقية، مع إيلاء عناية أكبر للتنشئة السياسية، كما اعتبر العنصر نجاح الإستحقاق الإنتخابي المقبل رهين بتكوين تحالفات وأقطاب سياسية حقيقية قادرة على انتاج برامج انتخابية قادرة على المنافسة والمسائلة. أما أسئلة الحضور فتمحورت حول البديل عن هذا النفق، وأشكال التحالفات وكيف تؤسس المشاريع لتكون انتخابات2007 مدخلا للديمقراطية الحقيقية النابعة من صناديق الاقتراع. علي الباهي