ارتفعت حدة التوتر على الحدود التركية العراقية منذ شهر مارس هذا العام، وذلك بعد أن جددت الأحزاب الكردية نشاطها العسكري ومهاجمة الجيش التركي، والذي أوقع خلال هذه الفترة 43 قتيلا في صفوف الجيش التركي بالإضافة للعديد من الإصابات. وقد اعتبرت بعض الأوساط الحكومية التركية أن إسرائيل تقف خلف تجديد العمليات العسكرية الكردية على الأراضي التركية. وبحسب ما نشر موقع قضايا مركزية الصهيوني، الأحد الماضي، فإنه وفقا لمصادر حكومية تركية تقوم إسرائيل بدعم بعض الأحزاب الكردية بالسلاح ودفعتها لتجديد نشاطها العسكري. وبدوره تعهد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان في وقت سابق بالقضاء على حزب العمال الكردستاني، اذ قال إن قتالنا سيتواصل حتى القضاء على هذه المنظمة الارهابية. وقد تصاعدت حدة العنف بين الجيش التركي وحزب العمال الكردستاني بشكل كبير في الأشهر الاخيرة. وكانت مصادر تركية اتهمت الكيان الإرهابي بالوقوف خلف تفجير قاعدة سلاح البحرية التركي في مدينة الأسكندرون أودى بحياة سبعة جنود أتراك، بعد ساعات معدودة من سيطرة سلاح البحرية الصهيوني على أسطول الحرية نهاية الشهر الماضي. وذكرت صحيفة زمان التركية أن أجهزة الأمن التركية تحقق في إمكانية وجود علاقة بين السيطرة على أسطول الحرية وبين التفجير في القاعدة البحرية التركية بعد تزايد الشكوك بوجود علاقة بين الموساد الصهيوني وحزب العمال الكردستاني. ونقلت الصحيفة عن محللين أن هناك إمكانية أن أجهزة سرية صهيونية استخدمت حزب العمال الكردستاني لتنفيذ الاعتداء الأخير لنقل رسالة تحذيرية إلى الحكومة التركية. ولم ينحصر توجيه التهم إلى كيان العدو بالصحف والمحللين، بل سادت في أوساط السياسيين، إذ قال الرجل الثاني في الحزب الحاكم، حسين تشيليك، في وقت سابق: نحن لا نعتقد أن ما حدث صدفة...، مضيفاً أن هناك احتمال وارد بأن العمليات خططت من قبل قوى كبرى أو أذرع لها في تركيا. وقال رئيس المنظمة للأبحاث الاستراتيجية الدولية في أنقرة، سادات لانتشير، للصحيفة، إن هناك مجموعات إسرائيلية تعمل مع حزب العمال الكردستاني عبر ما وصفها بالذراع الإيرانية للحزب (بجاك) التي تنفذ عمليات ضد القوات الإيرانية في شمال الجمهورية الإسلامية. وأضاف أن العلاقات بين الطرفين ليست نظريات مؤامرة، بل تستند إلى حقائق لها أساس، إذ شوهد رجال من الموساد وضباط صهاينة متقاعدين يجرون تدريبات للمقاتلين الأكراد في شمال العراق. وأشار إلى أن العمليات الكردية تحمل البصمة الصهيونية إذ جرى تدريب المقاتلين الأكراد من قبل رجال استخبارات صهاينة على كيفية اختراق الإجراءات الأمنية في المدن التركية. وقال المحاضر الجامعي التركي، نور الله الدين، للصحيفة إن الكيان الصهيوني لا يكتفي بتدريب المقاتلين الأكراد بل يزودهم بالمعدات. وأوضح أن شهادات المقاتلين والمعدات التي عثر عليها بحوزتهم تؤكد أن ضباطا في الجيش الصهيوني قاموا بتزويد المقاتلين من حزب العمال الكردستاني بالأسلحة. وأمام الادعاء التركي بأن للمقاتلين الأكراد علاقات وطيدة مع الاستخبارات الصهيونية، هناك من يشكك في ذلك ويدعي أن الهدف منه نزع الشرعية عن المطالب الكردية على اعتبار أن المقاتلين الأتراك يخدمون أهدافا ومصالح خارجية. لكن صحافياً غير تركي، هو الصحافي الأمريكي سيمون هيرش، نشر في العام 2006 تقريراً في مجلة نيو يوركر فصل فيه التعاون الأميركي والصهيوني مع التنظيم الكردي المعروف بإسم الحزب لحياة حرة في كردستان بهدف مواجهة إيران والضغط عليها.