دخلت قيادة الجيش التركي طرفا في الخلاف بين أنقرة وتل أبيب، فقد توقع الجيش التركي بأن تتضرر العلاقات مع إسرائيل، على خلفية تصريحات قائد عسكري إسرائيلي انتقد فيها السياسات التركية تجاه الأكراد وقبرص والأرمن، بينما نفى رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان بأن يؤدي موقف بلاده من الحرب الإسرائيلية على غزة لإنهاء دورها كوسيط. ووصفت رئاسة الأركان في بيان تصريحات قائد القوات البرية الإسرائيلية آري مزراحي بشأن ملفات الأكراد وقبرص والأرمن بأنها غير مقبولة. وقالت إنه جرى تقييم التصريحات على أنها تصل لدرجة قد تتضرر معها المصالح الوطنية بين البلدين. وكانت صحيفة هآرتس الإسرائيلية قد ذكرت أن قائد الجيش صرح بأن أنقرة ليست في وضع يسمح لها بانتقاد احتلال الأراضي الفلسطينية، بينما تحتفظ تركيا بقوات شمال قبرص. كما اتهم مزراحي السلطات التركية بقمع الأقلية الكردية، وارتكاب مذابح بحق الأرمن خلال الحرب الكونية الأولى. وقد استدعت الخارجية التركية سفير تل أبيب جابي ليفي للاحتجاج على تصريحات الضابط الإسرائيلي. وكانت العلاقات بين أنقرة وتل أبيب تدهورت الآونة الأخيرة بسبب الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة. كما انسحب أردوغان من منتدى دافوس الشهر الماضي احتجاجا على عدم منحه الحق في الرد على الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز. وصرح أردوغان بأن إسرائيل تعرف جيدا كيف تقتل. وقد استقبل استقبالا حارا فور عودته لبلاده من دافوس. وكانت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني قد دعت مطلع الشهر الجاري تركيا إلى إظهار احترامها لإسرائيل. من جهة أخرى قال رئيس الوزراء التركي أمس إن انتقاد بلاده الشديد للهجوم الإسرائيلي على غزة، لن ينهي دورها كوسيط للسلام بالشرق الأوسط. وأضاف لسنا من أراد هذا الدور التفاوضي، أرادت كل من سوريا وإسرائيل أن تلعب تركيا دور الوسيط في المفاوضات بينهما ولهذا السبب شاركنا فيها وحدث الشيء نفسه بالمحادثات بين باكستان وإسرائيل. وأوضح أردوغان بأن منتقدي بلاده يسيئون فهم السياسة الخارجية التركية إذا اعتقدوا أن الحكومة تقف إلى جانب حركة حماس أو ضد إسرائيل، مضيفا أن أنقرة تريد السلام بالمنطقة وتدافع عن الضعفاء وهم بهذه الحالة المدنيون بغزة. وفي تعليقه على الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، أعرب أردوغان عن أسفه لأن الإسرائيليين صوتوا لصالح هذه الأحزاب اليمينية مضيفا أن الانتخابات رسمت صورة قاتمة جدا.