في إطار المسابقة الدولية الرسمية الخاصة بفعاليات الدورة 16 من المهرجان الدولي لسينما المؤلف بالرباط؛ تم عرض شريط ألماني متميز بعنوان وحي(2009) لمخرجه هانس كريستيان شميد. وتأتي أهمية الشريط لكونه يتطرق للأحداث الأليمة التي عاشها مسلمو ومسلمات البوسنة والهرسك من تقتيل وتذبيح واغتصابات من قبل الجنود الصرب. فقصة الشريط تنقلنا إلى سنة 2009 حيث هانا ماينارد بطلة الفيلم، وهي محامية بالمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، تجري محاكمة ضد غوران دوريتش القائد السابق للجيش اليوغوسلافي، والمتهم بقتل العديد من المدنيين من مسلمي البوسنة في مدينة قسماج وغيرها. لكن ظروف الإدانة والمحاكمة لم تكن سهلة، فالشاهد الوحيد، والذي تكاثرت حوله الشكوك، ينتحر. فتضطر المحامية للذهاب إلى أخته لتحصل على معلومات أكثر دقة. هنا تتعرض المحامية للمضايقات من قبل الصرب الذين يعتبرون دوريتش بطلا وطنيا.كما أن أخت الشاهد المنتحر سيتم تهديدها بالاغتصاب والقتل إذا ما حاولت أن تدلي بشهادتها. في خضم عملها ستكتشف المحامية هانا كيف أن الملف تمشك خيوطه مصالح سياسية واقتصادية، لاسيما مع محاولة دخول صربيا إلى مجموعة الدول الأوروبية. في الأخير تقنع المحامية الشاهدة ميرا للإدلاء أمام المحكمة الدولية بما عاشته من اغتصاب هي ومواطناتها وما رأته من تعذيب وقتل للأطفال وهتك للأعراض من قبل الجنرال اليوغوسلافي، وهو ما ستفعله بالرغم من التهديدات بالقتل في مشهد مؤثر، كما أن المحامية ستفقد عملها بسبب عدم احترامها لاتفاق حول الأسئلة الموجهة للشاهدة. الصدمة هي أن الجنرال سيحكم عليه بثلاثة سنوات سجنا فقط. ليوضح الشريط كيف أن القضية يتم التلاعب بها، ومن ثم فالشريط حاول الغوض في ملف إنساني يهم جرائم الحرب، وبالأخص المجازر التي ارتكبت في حق مسلمي البوسنة والهرسك، والتي لازالت لم تكشف كلها، دون أن يسقط المخرج في الخطاب التقريري الممل، فخيوط القصة محبوكة وتسير بطريقة سلسلة. للتذكير فإن الشريط من إنتاج ألماني-دانماركي-هولندي. ومن بين الأفلام المرتقبة الشريط التركي مومو البعبع لمخرجه اطالاي طاسديكين والشريط الإيفواري وهم ضائع للمخرج برنار مافيلي، وهو من إنتاج سنة ,2008 والذي يحكي قصة كوبي الذي سيصبح قسا بعد خروجه من السجن، لكن بسبب جشعه وطمعه سيقتل زوجته وابناءه. وسيستمر المهرجان الدولي لسينما المؤلف بالرباط إلى غاية 26 يونيو الجاري، إذ سيتم توزيع الجوائز الخاصة بالمسابقة الدولية والمسابقة العربية.