واصلت سلطات الاحتلال الصهيوني مخططاتها لتهويد القدس وتهجير المواطنين الفلسطينيين منها؛ حيث قررت ما تسمى "لجنة التنظيم والبناء المحلي" التابعة لبلدية الاحتلال بمدينة القدسالمحتلة، مصادرة أراضي المواطنين في حي البستان في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك، وإجبار أصحاب 22 منزلاً في الحي على هدم منازلهم. وأوضحت العديد من المصادر أن قرار بلدية الاحتلال يوم الإثنين (21-6) اتخذ بالهدم، بالإضافة إلى تنظيف مكان الهدم وتسليم الأراضي للبلدية فيما بعد، وأن من لا يمتثل للقرار ستتم محاكمته وتغريمه غرامات مالية عالية. وتأتي هذه الخطوة في إطار سعي البلدية الصهيونية إلى تنفيذ مخطط هدم 88 منزلاً بحي البستان لإقامة حديقةٍ وطنيةٍ توراتيةٍ على أنقاض المنازل العربية. وأثار القرار الصهيوني غضب المواطنين المقدسيين؛ الأمر الذي دفع أهالي المنازل المهددة بالهدم إلى الاعتصام أمام البلدية؛ احتجاجًا على القرار الصهيوني باقتلاعهم من المدينة. من جانبه أكد رئيس لجنة الدفاع عن المنازل المهددة بالهدم بالبلدة فخري أبو ذياب، حسب وكالة "صفا"؛ أن "هدم المنازل بالحي سيؤدي إلى تشريد أكثر من 550 مقدسيًّا عن مدينتهم المقدسة في ظل عدم وجود أي بدائل لهم". وأضاف أبو ذياب أن "بدء تنفيذ الهدم في حي البستان سيعني بدء الهدم ببلدة سلوان المقدسية؛ ما يعني هدم منازل في كلٍّ من واد حلوة، والبستان وواد الجورة؛ الأمر الذي يعني تشريد أكثر من سبعة آلاف مقدسي عن البلدة؛ أكثر من 1500 منهم من حي البستان". وكانت بلدية الاحتلال أصدرت بيانًا أعلنت فيه نيتها هدم 22 منزلاً من الحي، وهي المنازل الواقعة إلى الغرب من الحي، وتأجيل النظر في قضية 66 منزلاً في الجهة الشرقية إلى موعد لاحق. وزعم بيان البلدية أن حي البستان مقام على أرض تابعة ل"حديقة الملك" بشكل غير قانوني، وأن هذا البناء "غير القانوني" يشكل خطرًا على حياة السكان المقيمين في هده المنازل. وقال أبو ذياب إن بلدية الاحتلال بدأت عملية التهجير والطرد الفعلي للسكان دون مراعاة للضغوط الدولية التي تمارس على "إسرائيل" لوقف سياساتها التهويدية. وتوقع أبو ذياب أن هذه الإجراءات ستكون الشرارة الأولى لاندلاع انتفاضة شعبية ضد قرارات التهويد من حي البستان. وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال بتنفيذها أوامر الهدم لحي البستان، إنما تحاول إشعال المنطقة؛ حيث تضع نفسها في خانةٍ صعبةٍ مع هذا الموقف الدولي ضدها بعد موضوع اعتدائها على "أسطول الحرية"، وتحاول التهرُّب وإشعار العالم بأنها مع تخفيف الحصار على غزة، في حين أنها تنفذ برامج "استيطانية" في القدس بإعلانها بناء 1600 وحدة سكنية جديدة وهدم 22 منزلاً في حي البستان بسلوان.