وقعت مؤسسة ديتيما الإسبانية، الأسبوع الماضي، مع الحكومة المغربية اتفاقية تتعلق ببناء أكبر منطقة للأعمال التجارية والمقاولات في إفريقيا، على مساحة تبلغ 385 هكتارا بمنطقة سطات، وتم التوقيع على الاتفاق الذي احتضنته الحكومة المغربية بمقرها بالرباط، من الجانب المغربي كل من وزير الاقتصاد والمالية صلاح الدين مزوار ووزير الصناعة أحمد الشامي، ومن الجانب الإسباني رئيس مؤسسة ديتيما رامون أريناس، وقد خصصت الحكومة المغربية من جانبها لهذا المشروع اعتمادا ماليا قدره مليار درهم. وحسب ما جاء في أندلس برس فإن مؤسسة ديتيما هي مبادرة لمجموعة من المستثمرين والمقاولين الإسبان، غالبيتهم منحدرون من مدينة غرناطة، أنشئت بهدف إنشاء مدينة صناعية متكاملة، ومنطقة لوجيستكية وصناعية وسكنية وتعليم عالي. وعلم من مصادر تابعة للمؤسسة أنه وإلى حدود الساعة، أي قبل انطلاق المشروع في شهر شتنبر المقبل، قد أعلنت 111 شركة إسبانية عن مشاركتها في المشروع، بالإضافة إلى 12 شركة مغربية. الوزير الأول المغربي عباس الفاسي، ومحتضن حفل التوقيع، أعرب عن أمله في تحقيق مؤسسة ديتيما لهذا المشروع الضخم في غضون السنتين المقبلتين، كما تعهد ببذل حكومته لعملها على هذا المشروع بدون انقطاع، وأضاف الفاسي أن حضور هؤلاء المستثمرين ورجال الاقتصاد الإسباني خير دليل على متانة العلاقات الاقتصادية بين المغرب وإسبانيا، وبالخصوص مع منطقة الأندلس. كما اعتبر أن مؤسسة ديتيما ستتحول إلى قاطرة التنمية بمنطقة سطات . صلاح الدين مزوار وزير الاقتصاد والمالية، أعرب من جهته أن هذه الشركات الإسبانية قد أظهرت في سياق هذه الأزمة أنها قادرة على الابتكار والمضي قدما، واعتبر أن إنشاء مؤسسة ديتيما هو أفضل ما يمكن للمغرب وإسبانيا القيام به معا، وأكد أن هذه التجربة الأولى والفريدة ستفتح المجال أمام مبادرات أخرى مستقبلا، ورحب بالشركات الإسبانية، معتبرا أنها في بيتها وبلدها. ومن جهة أخرى فقد أكد الشامي أن المغرب يعتبر بوابة للشركات الإسبانية، ليس فقط للأسواق الداخلية المغربية ولكن لباقي الأسواق في إفريقيا والشرق الأوسط. بفضل مجموعة من الاتفاقات للتبادل الحر؛ الموقعة مع دول هذه المناطق والمغرب، وذكر أن من أهم القطاعات التي يمكن للمغرب وإسبانيا التعاون في إطارها هي قطاع السيارات والطيران والطاقات المتجددة والنسيج. رامون أريناس رئيس مؤسسة ديتيما أبدى تأثره الكبير وسعادته لرؤية هذا المشروع يتحقق أخيرا بعد ثلاث سنوات من انطلاقه، معتبرا أن حدث اليوم ما هو إلا الطلقة الأولى المنذرة بالانطلاق في مراطون طويل. الغلاف المالي لهذا المشروع الممول من قبل الشركات المساهمة في مؤسسة ديتيما يصل إلى 4 ملايير درهم. ومن المنتظر أن يستوعب ما مقداره3200 منصب شغل مباشر.