ينتظر أن رجال أعمال من غرناطة بتامدروست (إقليمسطات) على بعد 45 كلم عن مدينة الدارالبيضاء، مشروع ديتيما الذي يمتد على مساحة ا أربعة ملايين متر مربع ويضم أكثر من 100 شركة إسبانية بقيمة استثمارية إجمالية تصل إلى أكثر من 600 مليون أورو، وسيمكن من خلق حوالي 4000 منصب شغل مباشر و20 ألف منصب شغل غير مباشر. وشدد سعيد أقري مدير المركز الجهوي للاستثمار بجهة الشاوية ورديغة خلال ندوة نظمتها مساء أول أمس بالدارالبيضاء «الجمعية من أجل تنمية المسيرين»، التي يرأسها رجل الأعمال المغربي سعد الكتاني، على أهمية هذا المشروع بمدينة سطات التي تمتاز بموقع استراتيجي متفرد على المستوى الوطني، إذ إن لها حدودا مع قرابة ست جهات، مضيفا أن هناك عوامل أخرى ساهمت في اختيار سطات كموقع لإنشاء هذا المشروع ويتمثل في ثمن العقار المنخفض والموارد البشرية. وقال إن هذا المشروع الذي كان «في البداية مجرد حلم، أصبح الآن حقيقة»، مؤكدا أن المشروع لكي يرى النور، تطلب نقاشات وتفاوضا وحوارا دام قرابة عام ونصف، مضيفا أن عمليات تهيئة الأرض ستتطلب ما يقارب ثلاث سنوات من العمل، وأن الشروع في إنجاز المشروع سيتم في شهر شتنبر المقبل. ومن جهة أخرى، أكد أقري أن أصحاب المشروع تعهدوا بتخصيص نصيب للمقاولات والشركات المغربية في حدود 50 شركة. ومن جهته، قال رامون أريناس رئيس شركة ديتيما إن الهدف من المشروع هو خلق الثروة، وأشاد إشادة خاصة بالحكومة المغربية قائلا «أقدم شكري للحكومة المغربية التي استقبلتنا كإخوة». وأشار أريناس إلى أن السعر المرجعي من أجل اقتناء الأراضي هو 440 درهما للمتر المربع. وقال «إنه رخيص. نحن نعلم أن ثمن الأرض حيوي لكي تتمكن الشركات من خلق الثروة». وقالت هدى بنغازي، الإطار بوزارة الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة، إن المشروع الذي يتم الإعداد له بمدينة سطات هو مشروع نموذجي ويمكن تعميمه على جهات ومناطق أخرى في حالة ما حقق النجاح. ومن المنتظر أن تخصص 70 في المائة من المساحة المخصصة للمشروع لمختلف الأنشطة الصناعية و30 في المائة للشركات الخدماتية. وحسب مهندس المشروع روبين كارييو مارتينيز، فإن الهدف من إقامة مثل هذا المشروع هو بناء مدينة صناعية كبرى بمفهوم جديد، وهو الأمر الذي يجعلها تختلف اختلافا جذريا عن مفهوم المنطقة الصناعية. فالمدينة الصناعية تمتاز بإحداث تناغم بين ما هو صناعي وباقي الأنشطة الأخرى، إذ يتعلق الأمر بخلق مركز إداري وتجاري وتكنولوجي وفضاءات حرة تسهل الحوار والتجمع والمشي بين الإقامات. كما سيضم أيضا مركزا صحيا وصيدلية ومركزا للأطفال. ويذكر أنه تم التوقيع على الاتفاقية التي أنشئ بموجبها المشروع بين وزارة الاقتصاد والمالية ووزارة الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة والوزارة المنتدبة في الداخلية وشركة ديتيما، وذلك خلال الملتقى الثالث للأيام الاقتصادية لجهة الشاوية ورديغة يوم 24 يونيو الماضي.