تم اليوم الخميس بالرباط التوقيع على عقد استثمار لإنجاز مشروع المحطة الصناعية المندمجة بتمدروست ( إقليمسطات) بين الحكومة المغربية وشركة "ديتيما" الاسبانية على مساحة تقدر ب382 هكتارا. وقد وقع على هذه الاتفاقية، خلال حفل ترأسه الوزير الأول السيد عباس الفاسي ،كل من السادة صلاح الدين مزوار، وزير الاقتصاد والمالية، وأحمد رضا الشامي، وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة، ورامون أريناس غيريرو رويز، الرئيس المدير العام لشركة "ديتيما". وتندرج المحطة الصناعية المندمجة بتمدروست بسطات، التي تعد أول فضاء صناعي من الجيل الجديد لجهة الشاوية ورديغة، في إطار تنفيذ الميثاق الوطني للاقلاع الصناعي الذي تم التوقيع عليه في فبراير 2009. وتلتزم الحكومة بموجب هذه الاتفاقية بتمكين شركة "ديتيما" من الاستفادة من مقتضيات الفصل 17 المنصوص عليها في القانون الإطار رقم 95-18 المشكل لميثاق الاستثمار، وكذا تقديم الدعم للشركة من أجل الحصول على بقعة أرضية تصل مساحتها إلى حوالي 179 هكتارا تقع بالجماعة القروية تمدروست باقليم سطات. من جانبها، تلتزم شركة "ديتيما" باقتناء الوعاء العقاري للمشروع واعداد الدراسات وانجاز أشغال التهيئة داخل الموقع وخارجه، وكذا النهوض وتسويق وتدبير هذه المحطة الصناعية. وستقوم هذه المحطة الصناعية الجديدة، التي ستنطلق الأشغال بها في الربع الثالث من السنة الجارية وتستغرق سنتين، بعدة أنشطة منها على الخصوص انتاج وبيع المشروبات، وإنتاج الاسمنت المسلح ومواد البناء والتجهيزات الفندقية، وتوزيع وتصدير المنتوجات الايكولوجية، والانعاش العقاري وانتاج وسائل الإنارة العمومية. وقال السيد عباس الفاسي في كلمة بالمناسبة إن التوقيع على هذه الاتفاقية يؤكد مجددا الانسجام التام للتعاون الوثيق بين المغرب واسبانيا ويعد مثالا حيا على الأهمية الخاصة التي توليها الحكومتان المغربية والاسبانية لقضايا تشجيع الاستثمار وتنمية المقاولات الصغرى والمتوسطة والتنمية المجالية لما لها من دور فعال في بناء اقتصاد قوي ومنفتح يساهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وأبرز أن الحضور المكثف للمسؤولين والفاعلين الاقتصاديين الإسبان بهذه المناسبة، يمثل تجسيدا آخر لمتانة العلاقات المغربية الإسبانية التي عرفت تطورا متواصلا خلال السنوات الأخيرة بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس وجلالة الملك خوان كارلوس. وأضاف أن انجاز المحطة الصناعية بتمدروست يعتبر أحد المشاريع المهيكلة التي يرتكز عليها (برنامج إقلاع) في بعده الجهوي اذ يهدف إلى رفع تنافسية المجال واعطاء جهة الشاوية -ورديغة كل المقومات ليكون لها اشعاع قوي ودور أساسي في مسلسل التنمية الاقتصادية والاجتماعية . وأوضح أن هذا المشروع يعد ثمرة تعاون مع رجال أعمال إسبان أفضى إلى انشاء هذه المحطة الصناعية بمبلغ يفوق مليار درهم سيمكن من جلب حوالي 4 مليار درهم من الاستثمارات وخلق حوالي 3200 منصب شغل، وذلك من خلال أقطاب متعددة، مشيدا بالخيار المندمج لهذا المشروع الذي سيمكن من خلق تفاعل بناء بين أنشطة التكوين والبحث والتطوير إلى جانب منطقة صناعية تضم صناعات حديثة ومنطقة سكنية وفندق ومساحات خضراء وغيرها من المرافق. وأكد الوزير الأول حرص الحكومة على العمل من أجل اخراج المشروع إلى حيز الوجود وتوفير السبل الكفيلة لانجاحه والتي ستمكن من بلورة قطب صناعي يسمح بخلق تفاعل ايجابي وحركية اقتصادية بين مكوناته تعود بالنفع على المنطقة ككل وتساهم بقوة في مسلسل التنمية الاقتصادية والمجالية المحلية. من جانبه، أشار السيد الشامي إلى أن هذا المشروع يعتبر من بين الأوراش الرائدة التي تنجزها وزارة الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة مع شركائها في إطار برنامج الاقلاع الصناعي وذلك لأنه يضمن في نفس الوقت بعدين أحدهما يخص انجاز فضاء صناعي يستوفي كل الشروط المحددة في المواصفات الدولية من بنية تحتية وخدمات أساسية ونوعية وتكوين وبحث وتطوير وشباك وحيد، وبعد آخر يضمن تثمين المحطة الصناعية المندمجة في وقت وجيز بحكم أن مدبري ومجهزي المشروع هم في نفس الوقت المستثمرين الصناعيين. وأضاف أن هذا المشروع يأتي ليعزز التموقع المهم الذي تعرفه جهة الشاوية -ورديغة والذي سيمنحها اشعاعا قويا على المستوى الجهوي والدولي. وقال إن جهة الشاوية -ورديغة تحظى بمؤهلالت تجعلها مجالا خصبا لاستقطاب استثمارات مهمة في قطاعات مختلفة ،وعلى وجه الخصوص، القطاع الصناعي الذي يضم 454 وحدة صناعية والذي يتوفر على فرص عدة يجب تثمينها واستغلالها. من جهة أخرى، اعتبر السيد الشامي أن الاستثمار يمثل بالنسبة لمسلسل التنمية الذي اعتمده المغرب خيارا استراتيجيا لامناص منه نظرا لكونه المدخل الرئيسي والوحيد لايجاد الحلول للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية بشتى أنواعها وانعكاساتها عبر ما يقدمه من فرص لانشاء المقاولات وتوفير مناصب الشغل. من جانبه، عبر الرئيس المدير العام لشركة "ديتيما" عن تشكراته للمسؤولين المغاربة على الثقة التي وضعوها في الشركة لانجاز هذا المشروع. وأكد، من جهة أخرى، أن الأزمة الإقتصادية العالمية لم تنل من عزيمة الشركة بل دفعتها إلى المضي في هذا المشروع وتحويله من فكرة إلى حقيقة. حضر حفل التوقيع ،على الخصوص، وزير الدولة السيد محمد اليازغي، ووالي جهة الشاوية ورديغة السيد اليزيد زلو، والنائب الأول لعمدة بلدية غرناطة وعمدة بلدية لامالاها ،وفاعلون اقتصاديون إسبان ومغاربة.