تعاني ساكنة المدينة القديمة بمراكش منذ أزيد من شهرين من تراكم الأتربة في أزقتها بشكل غير مسبوق، إضافة إلى ذلك، لجأت الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء إلى وسيلة بدائية لتزويد أحياء بكاملها بالماء، وذلك بترك الأنابيب ظاهرة للعيان ودون اللجوء إلى طمرها، ونتج عن كل ذلك تشويه للمنظر، وتلويث للمحيط البيئي، وعرقلة السير حسب شهادات عدد من الساكنة، كما أن عددا من التسربات من هذه الأنابيب، والتي تحسب فواتيرها على الساكنة تغمر بعض الأحياء بالمياه. وفي السياق ذاته، اشتكى رجال التعليم بمدرسة رحال بن احمد الابتدائية من هذه الأتربة التي أصبحت تؤثر على السير العام للدراسة وعلى الأطفال في حركتهم، كما أنها أصبحت تشكل خطرا على صحتهم بعد أن تحولت هذه الأتربة إلى مطرح للأزبال، وهو ما يتسبب في انبعاث رائحة كريهة تصل إلى الأقسام التي تتطلب أن تبقى نوافذها مغلقة حسب رجال التعليم. وعلمت التجديد من مصادر مسؤولة أن تراكم تلك الأتربة جاء نتيجة عمليات الهدم التي قامت بها مؤسسة العمران، بتنسيق مع المجلس البلدي، لعدد من الدور الآيلة للسقوط والفنادق القديمة. وبرر الخطيب الهبيل مدير مؤسسة العمران بمراكش أثناء ندوة صحفية عقدت الأسبوع الماضي قبل مغادرته إلى الرباط، أن المؤسسة لم تجد أي مقاولة لتخليص المدينة القديمة من الأتربة، موضحا أن المؤسسة تحملت عبء ذلك بالرغم من أنه من اختصاص المجلس البلدي، وأضاف أن خوف المقاولات من تداعيات أي تدخل جعلها تتراجع، مشيرا أنه راسل ولاية مراكش من أجل رفع الضرر عن الساكنة.