أدى قرار اتخذه القيادي الإسلامي زكي بني ارشيد بتنحيه عن منصب أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، إلى نزع فتيل أزمة عصفت بالحركة الإسلامية طوال الأسابيع الماضية إثر رفض أعضاء في الحركة تولي بني ارشيد لهذا المنصب. وانعكس قرار بني ارشيد بالتنحي على اجتماع مجلس شورى الحزب الذي عقد، أول أمس، وحضره كافة أعضاء المجلس، وتم فيه إعادة انتخاب المهندس علي أبو السكر رئيسا لمجلس شورى جبهة العمل الإسلامي، حيث حصل على 60 صوتا مقابل 50 صوتا لصالح منافسه عدنان المجالي، فيما صوت أحد الأعضاء بلا أحد. وانتخب مجلس شورى الحزب في مارس الماضي ويتألف من 120 عضوا. وقرر المجلس تأجيل انتخاب الأمين العام للحزب وأعضاء المكتب التنفيذي، إضافة إلى تأجيل انتخاب محاكم الحزب إلى وقت لاحق. وكان اجتماع عقدته قيادات من الحركة الاسلامية فجر الجمعة الماضي قد أسفر بالاتفاق على خطوات محددة للخروج من الأزمة في حزب جبهة العمل الاسلامي. وأكد الناطق باسم جماعة الاخوان المسلمين جميل أبو بكر في تصريحات صحفية، لاحقا، أن المجتمعين اتفقوا على حضور جلسة مجلس شورى الحزب التي انعقدت أول أمس، وانتخاب رئيس لمجلس الشورى بشكل تنافسي حر ومكتب للمجلس، وإرجاء اختيار باقي المراتب القيادية إلى جلسة تحدد لاحقاً إلى حين الانتهاء من مناقشة مختلف القضايا المتعلقة بانتخابات الحزب. وأشار إلى أن اللجنة المكونة من جميع الأطراف ستلتقي منتصف الأسبوع الجاري لتدارس تطبيق الاتفاق، مشددا على أن جميع الاطراف وافقت على حيثيات الاتفاق. وذكر أبو بكر، بحسب موقع السبيل المقرب من الجماعة، أن عددا من القيادات زاروا الأمين العام الاسبق لحزب جبهة العمل الاسلامي زكي بني ارشيد الذي أبدى استعداداً إيجابياً للتنازل عن حقه في الترشح. وأشار أبو بكر إلى أن زكي بني ارشيد صاحب الحق الشرعي في تولي الموقع، إذ انتخب في جلسة مجلس شورى الجماعة بشكل سليم، مثمناً تنازل بني ارشيد عن حقه حفاظاً على صف الحركة الذي عرف تصدعا بسبب الاختلاف في وجهة النظر. وتابع: مبادرة الاخ زكي مقدرة عالياً من جميع الاطراف. ونقل الناطق باسم الجماعة بيانا للأمين العام السابق زكي بني ارشيد أكد فيه عدم رغبته بالاستمرار في الترشح لمنصب الامين العام للحزب، وقال إن قراره جاء حفاظا على وحدة الحركة الإسلامية وتماسكها ولإغلاق الباب أمام المتربصين بالحركة . واستجابة لمبادرات كريمة ومخلصة وبعيدة عن الاستعراض وتسجيل مواقف إعلامية وحريصة على تفويت الفرصة على المحرضين والشانئين والحاقدين الذين يحاولون افتعال الازمات وايقاظ الفتن وصناعة المشاكل. وشغل بني ارشيد منصب امين عام حزب الجبهة منذ عام 2006 حتى شهر ماي من عام 2009 عندما تمت إقالته نتيجة لمجموعة من المواقف التي اتخذها إزاء عدة قضايا.