في خطوةٍ تدل على همجية الاحتلال الصهيوني وانتهاكه كافة القوانين الدولية، قرَّرت الحكومة الصهيونية، أول أمس، منع مرور قافلة أسطول الحرية التي تحاول كسر الحصار المفروض على قطاع غزة بالقوة واعتقال طاقمها. وقالت الإذاعة الصهيونية إن المستوى السياسي الصهيوني أصدر توجيهاته إلى الدوائر الأمنية والجيش بمنع وصول السفن إلى القطاع، والسماح بنقل حمولتها إلى القطاع عبر الكيان الصهيوني بعد تفتيشها، مُهدِّدة باستخدام القوة لمهاجمة السفن إذا قاوموا هذه القرارات. وأكد الجيش الصهيوني عزمه إحباط محاولة كسر الحصار المفروض على قطاع غزة، مشيرًا إلى أنه سيحذر السفن المشاركة في هذه الرحلة، وسيدعوها إلى العودة أدراجها، وإذا تابعت طريقها فسيتم الاستيلاء عليها وإحضارها إلى ميناء أشدود. يذكر أن قوات سلاح البحرية الصهيوني أجرت تدريبات على الاستيلاء على هذه السفن واعتقال ركابها. وكان منظمو رحلة قافلة السفن التي تحمل حوالي 10 آلاف طن من المعدات الطبية ومواد الإيواء وإمدادات أخرى قد أعلنوا أن السفن ستجتمع في قبرص تمهيدًا لإبحارها باتجاه القطاع غدٍا السبت. وفي السياق ذاته وصف رئيس هيئة الإغاثة والمساعدات الإنسانية بولنت يلدرم رد فعل الكيان الصهيوني بالسخيفة والمضحكة؛ فاستنفار حكومة دولة بكل أجهزتها ضد حركة تنظمها مؤسسات غير حكومية مدنية، يعتبر نجاحًا في حد ذاته للأسطول. ووجَّه يلدرم نداءً إلى الشعوب العربية؛ دعاها فيه إلى النهوض والضغط على الحكام لنصرة القضية الفلسطينية، وحذر اليهود من أن حكومة الاحتلال تزيد عزلتهم في العالم. ومن جهته، عبَّر رجل الدين المسيحي هيلاريون كابوتشي عن سعادته بقرب دخول فلسطين واحتضان كل أبنائه هناك، وقال: وأخيرًا سأكحل عيني برؤية فلسطين واحتضان كل أبنائي هناك. وكان كابوتشي مطرانًا لكنيسة الروم الكاثوليك في القدس عام ,1965 وحكمت عليه محكمة صهيونية عسكرية بالسجن لمدة 12 عامًا، بتهمة محاولة تهريب أسلحة للمقاومين، وأفرج عنه بعد أربع سنوات بوساطةٍ من الفاتيكان، وطرد من فلسطين في نونبر ,1978 ويعيش حاليًّا في المنفى بروما. ومن جهتها، أكدت عضو الكنيست الصهيوني عن حزب التجمُّع الوطني الديمقراطي حنين الزعبي أنهم معتادون على التهديدات الصهيونية، وأن هذه التهديدات التي توجَّه إلى الأسطول ليست أقوى من العنف والقمع الذي يمارسه الكيان الصهيوني على الفلسطينيين. وقالت هويدا عراف من مجموعة غزة الحرة المشاركة في الأسطول سنقاوم بلا عنف محاولات إسرائيل اعتراض السفن. لقد ساهم ألاف الأشخاص لجعل هذه السفن حقيقة وسكان غزة في انتظارنا. أما غريتا برلين وهي من ضمن المنظمين، فقد صرحت بأن السفن ستحاول تجنب اعتراضها. وقالت ننوي البقاء في البحر ولدينا مخزون يكفينا لمدة شهرين. ولدى سؤالها إذا كانت تخشى أن تقوم سلطات الاحتلال الإسرائيلي بتوقيف كل المشاركين ربما عليكم أن تسألوا إسرائيل ماذا تنوي أن تفعل ب750 مدنيا؟. وفي باريس أدانت جمعية فرنسافلسطين تضامن، أول أمس، الحصار الذي تفرضه السلطات الصهيونية على الأسطول البحري الصغير من أجل الحرية الذي يضم عددا من البواخر المحملة بالمواد الغذائية و الضرورية الموجهة لسكان قطاع غزة الذين يخضعون منذ سنوات إلى الحصار الإسرائيلي. وفي بيان لها دعت المنظمة غير الحكومية السلطات الفرنسية إلى التحرك للسماح بمرور هذا الأسطول البحري الصغير الذي ينتظره سكان قطاع غزة بشغف كبير في نهاية الشهر الجاري. كما دعت جمعية فرنسافلسطين تضامن المجتمع الدولي لإبلاغ السلطات الإسرائيلية في أقرب وقت أنها ستتخذ كل الإجراءات المطابقة لفصل في ميثاق الأممالمتحدة للسماح بمرور هذا الأسطول الصغير السلمي والإنساني. وذكرت بأن قطاع غزة يخضع منذ ثلاثة سنوات لحصار إسرائيلي لايطاق وغير شرعي في نظر القانون الدولي . واعتبرت المنظمة غير الحكومية أن هذا الحصار قد نجمت عنه عواقب مأساوية ووخيمة منذ الحرب التي شنها الجيش الإسرائيلي في دجنبر 2009 ، إضافة إلى 1400 قتيل سبب هذا العدوان تخريب الهياكل القاعدية التي من الصعب إعادة بنائها بسبب الحصار المفروض. وأشارت جمعية فرنسافلسطين تضامن إلى ضرورة رفع هذا الحصار غير الشرعي المفروض جوا وبحرا وبرا.