كيف تقيمون ظاهرة تعاطي التلاميذ للمخدرات؟ أصبحت ظاهرة تعاطي التلاميذ للمخدرات تشكل خطرا كبيرا على الأجيال القادمة، فبعدما كان تعاطي المخدرات سورا منيعا لا يستطيع تصوره إلا من بلغ من العمر ما فوق 18 سنة، صرنا اليوم نرى ونعايش أحداثا تدمي القلب قبل العين، إذ نسمع عن تعاطي فلذات أكبادنا لهذه السموم في وقت مبكر من حياتهم، فأصبحت السجائر والمعجون وغيرها مما تعوده التلاميذ في المراحل الابتدائية، فضلا عن المستويات الأخرى من إعدادي وثانوي، إذ تجد الأصناف الأخرى من الحشيش وغيرها من الحبوب المهلوسة يتم تداولها وبيعها بالتقسيط، مما يسهل وقوع التلاميذ في الإدمان، فنفقد بذلك أجيالا ننتظر منها أن تحمل مشعل التقدم والرقي بهذا البلد. ما هي في نظركم أهم أسباب تنامي هذه الظاهرة؟ أسباب تعاطي المخدرات كثيرة ومتعددة، منها أسباب أسرية وأسباب اجتماعية، ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: ضعف القيم الأخلاقية الإسلامية (الوازع الديني). وعدم توفر الوعي الاجتماعي الكامل بأضرار المخدرات، وغياب وسائل الترويح المناسبة والهادفة في البيئة الاجتماعية المحيطة بالفرد. كما أنه ليس مقبولا أن يعرض الفيلم السينمائي أو المسلسل التلفزيوني المخدرات وسيلة للاستثارة الجنسية، أو الحل الأمثل للتخلص من الهموم والضغوطات النفسية. ثم نجد التقليد الأعمى للغرب، والتفكك الأسري، وانشغال الوالدين بأعمال كثيرة خارج المنزل ولفترات طويلة، وقصور التربية الأسرية والدور التربوي الذي ينبغي تأديته في المنزل، وعدم الاستغلال الأمثل لوقت الفراغ في ما يفيد الفرد ومجتمعه، وغيرها. هل تعتبر المقاربة الأمنية كافية للتصدي للظاهرة؟ قبل الجواب عن السؤال دعني أقول لك إن من بين الوسائل لمحاربة الظاهرة هي القيام بحملات تحسيسية وندوات، وإسهام وسائل الإعلام الهادف للتصدي لهذه الظاهرة بإيجاد وعي اجتماعي بخطورتها، والتأكيد على مصاحبة الرفقاء الصالحين، وإنشاء دور الشباب وتفعيل دورها في تأطير الشباب، وتدريب النشء على تنظيم الوقت بشكل أمثل. وأضيف أن المقاربة الأمنية ليست كافية، إذ تبقى المقاربة الشمولية لهذه الظاهرة هي الحل الأمثل، وذلك بتضافر جهود المجتمع المدني مع السلطات للحيلولة دون انتشار هذه الظاهرة، وذلك بالتوعية والتحسيس، خصوصا من خلال وسائل الإعلام المرئية، المسموعة والمقروءة، وأيضا تخصيص أئمة المساجد لبعض الخطب لتوضيح الأضرار الناجمة عن تعاطي المخدرات وغيرها. وفي هذا الصدد ينظم المنتدى ندوة حول التحسيس بظاهرة المخدرات تحت شعارالمخدرات: دمار الأفراد وخراب المجتمعات، يشارك فيها أستاذ باحث في الدراسات الإسلامية والاجتماعية، ودكتور متخصص في علم النفس، ودكتور في الطب العام، وذلك يوم الأحد 30 ماي 2010 على الساعة التاسعة والنصف صباحا بالمسرح الملكي بمراكش.