وقالت الحركة - في بيان لها، يوم السبت 15 ماي 2010 ، بمناسبة الذكرى ال62 للنكبة -: إن قيام الكيان الصهيوني المحتل على أرض فلسطين مثَّل جريمةً كبرى بحق الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية التي فقدت جزءًا غاليًا عزيزًا من أرضها، مشيرةً إلى أن إرادة الصمود والتضحيات لدى الشعب الفلسطيني استطاعت المحافظة على الهويَّة الوطنية، والحق في الدفاع عن الأرض، وحماية الثوابت الوطنية، والتمسك بخيار المقاومة، واستنزاف العدو الصهيوني، ودحره عن قطاع غزة، وإعاقة مشاريعه ومخطَّطاته الاستيطانية التوسعية. وأضاف البيان أن الذكريات المريرة التي شهدها شعبنا في ذكرى النكبة لم تنحصر في تلك الأيام الأليمة، بل امتدَّت آثارها إلى محطات لاحقة، أُزهقت فيها أرواح عشرات الآلاف من أبناء شعبنا بفعل آلة الحرب الصهيونية، من مجزرة كفر قاسم، ودير ياسين، إلى صبرا وشاتيلا، وجنين، وغيرها من المجازر التي كان آخرها الحرب والعدوان الصهيوني على غزة الصمود، التي لا تزال تعاني ألم الحصار الظالم الرامي إلى ثني شعبنا عن التمسك بخيار المقاومة، ودفعه إلى التخلِّي عن حقوقه الثابتة، وفي مقدمتها حق العودة. وتعهَّدت حماس في بيانها بالبقاء على العهد والتمسك بالحقوق الوطنية الثابتة، وتكملة المشوار الطويل لتحرير الأرض ودحر الاحتلال، وأنها لن تحيد عن هدفها، ولن يثنيها عن ذلك متخاذل أو مفرِّط أو متآمر، وستبقى مع كل أبناء الشعب الفلسطيني البطل مستعصمةً بالله، وستقدم كلَّ غالٍ ونفيس؛ من أجل فلسطين، ومن أجل القدس والأقصى وكل المقدسات، وسننتزع النصر- بحول الله وقوته- ببسالة المجاهدين المؤمنين، وبصمود الأهالي الأبطال، قائلةً: النصر صبر ساعة، والفرج قريب إن شاء الله. وأكدت الحركة أن حق عودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم التي انتُزعوا منها؛ حقٌّ غير قابل للتصرف ولا يسقط بالتقادم، فهو حقٌّ جماعيٌّ وفرديٌّ، وحقٌّ طبيعيٌّ وشرعيٌّ، لا يزول بالاحتلال ولا بالتقادم، ولا تجوز فيه الإنابة، ولا تلغيه أية اتفاقيات أو معاهدات تتناقض مع هذا الحق. وأضافت: ستبقى المقاومة سبيلنا، وحقنا الأكيد الدائم ما بقي الاحتلال على أرضنا، وما دام يواصل عدوانه على شعبنا، ويستمر في اعتقال أبنائنا، وتدنيس مقدساتنا، ولن نلتفت إلى المرجفين المحبطين من أبناء جلدتنا من القيادات المهزومة التي تدين المقاومة في كل مناسبة، وتسخر منها وتعتبرها عبثيةً، وتصف عمليات المقاومة بأنها حقيرة وتتآمر عليها وعلى المجاهدين الأبطال، وتلاحق المجاهدين وتعتقلهم وتسلمهم إلى الاحتلال، وتتباهى بالتنسيق الأمني مع الاحتلال الذي حوَّلها- ومن معها- إلى أداة وعصا غليظة بيده. وتابعت: إن الآلاف من أسرانا البواسل سيبقون في ضمير شعبنا، ومحطِّ اهتمامنا، وستبقى مهمة تحريرهم عهدًا في أعناقنا، وهدفًا على رأس أولويات حركتنا؛ فكل أسير فلسطيني- مهما كان اتجاهه السياسي- يشغل بالنا، وتحريره هدف وطني نسعى إلى تحقيقه، وسيبقى الجندي الصهيوني غلعاد شاليط في قبضة المجاهدين حتى يذعن الاحتلال لمطالب المقاومة بتحقيق صفقة تبادل أسرى مشرِّفة، تحقِّق الإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الأبطال، وفي مقدمتهم قيادة المقاومة، والنساء المجاهدات الصامدات، ولن يرى شاليط النور حتى يراه أسرانا البواسل، وإنَّ التعثر في صفقة التبادل يتحمَّل مسئوليتها الكاملة نتنياهو وحكومته المتطرفة. انتصار المقاومة وفشل التسوية وشدَّدت الحركة على أن قرار فريق أوسلو استئناف المفاوضات العبثية مع الاحتلال- بالتزامن مع استمرار الاستيطان في الضفة، والتهويد للقدس، واستمرار الحصار على الشعب الفلسطيني في غزة الصمود- يعدُّ هرولةً سياسيةً بلا ثمن، وإغراءً للاحتلال لفرض المزيد من الوقائع على الأرض، داعيةً فريق أوسلو إلى مصارحة الشعب بفشل خيارهم وبرنامجهم في المفاوضات العبثية. وأضافت: في الوقت الذي يتخبَّط فيه أصحاب مشروع التسوية يؤكد مشروع المقاومة والصمود المتمسك بالحقوق الثابتة نجاعته، وأنه الخيار الحقيقي الذي سيحقِّق أهداف شعبنا في التحرير والعودة، وقد بدأ العالم يعي أنه لا بد من التعامل مع أصحاب هذا المشروع؛ لأنه يمثل الإرادة الحقيقية للشعب الفلسطيني التي عبَّر عنها بإرادته الديمقراطية الحرة، وها هي حركتكم حماس تواصل تحقيق إنجازات مهمة لشعبنا وقضيتنا الوطنية، وتفتح علاقاتٍ دوليةً في غاية الأهمية، والتي كان آخرها القمة التاريخية التي جمعت الأخ خالد مشعل والرئيس الروسي والرئيس السوري؛ بما مثلته من نقلة إستراتيجية في مكانة حماس الدولية، وكذلك المواقف والتصريحات المهمَّة والمتقدمة للرئيسين الروسي والتركي، والتي دعوا فيها إلى التعامل مع حماس كحقيقة مؤثرة لا يمكن تجاوزها في المنطقة. وجدَّدت الحركة تأكيدها الحرص على استعادة الوحدة الوطنية على قاعدة التمسك بالثوابت والحقوق الوطنية، والتمسك بما تمَّ الاتفاق عليه مع الفصائل الفلسطينية في القاهرة دون زيادة أو نقصان، ورفض شروط الرباعية وشروط الاعتراف بالعدو، التي تحاول بعض الأطراف أن تفرضها على حماس، مؤكدةً أن الفيتو الأمريكي والصهيوني على المصالحة ما زال قائمًا، داعيةً محمود عباس وفريقه إلى التوقف عن الإذعان للشروط والإملاءات الخارجية والتوجُّه الفوري للمصالحة بمواصفات وطنية. وفي ختام بيانها قدَّمت الحركة التحية إلى الجماهير العربية والإسلامية وأحرار العالم الذين وقفوا دومًا مع الشعب الفلسطيني وناصروه في وجه الظلم والعدوان، داعيةً إياهم إلى مواصلة فعاليات دعم صمود الشعب، وحملات فكِّ الحصار عن الأهل في قطاع غزة، كما دعت الدول العربية والإسلامية إلى المبادرة برفع الحصار عن الشعب في غزة، وإلى الضغط على المجتمع الدولي للتصدِّي لحملات الاقتلاع والتهجير الجديدة التي يسعى إليها الاحتلال، وإلى التوقف عن تغطية المفاوضات العبثية التي يقودها فريق أوسلو باسم التسوية والسلام المزعوم.