62 عامًا وما زالت النكبة ترسم صورة معاناة اللاجئين الفلسطينيين الذين شكلت حالة الشتات ملامح وجوههم، وخطت سنين الغربة خطوطها في عقولهم وقلوبهم. 62 عامًا بلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين فيها 5 ملايين لاجئ. 62 عامًا أكدت أن اللاجئين الفلسطينيين هم أكبر الخاسرين، فقدوا ديارهم، أراضيهم، متاعهم، تشتتت أسرهم، خسروا كل شيء، ولم يبق معهم إلا بضعة مفاتيح لبيوتهم. لكنها 62 عامًا ما زالت تحفر في اللاجئين حق العودة، يتحدثون عنها، يتوقون إليها، يحلمون بها، ويحولون جهدهم إلى برامج ومشاريع عمل ليؤكدوا على حق العودة. وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا كشفت في دراسة أجرتها عن ارتفاع عدد اللاجئين في الأراضي الفلسطينية المحتلة؛ حيث ازداد عدد اللاجئين المسجلين أكثر من 36% خلال الفترة من 1997 إلى 2007م، ليصل عددهم إلى مليون و551 ألفًا و145 نسمة، من أصل حوالي ثلاثة ملايين ونصف المليون فلسطيني يعيشون في الأراضي الفلسطينية المحتلة أو ما يسمى بفلسطين التاريخية والتي تضم الضفة الغربية وقطاع غزة والأراضي المحتلة عام .48 في حين أوضحت إحصائيات الأونروا أن عدد اللاجئين الفلسطينيين في الشتات (خارج الأراضي الفلسطينية) بلغ نحو 3,5 ملايين. بينهم 8,1 مليون يعيشون في الأردن، بالإضافة إلى نحو 650 ألفًا في سوريا، ونحو 450 ألفًا في لبنان، ونحو 63 ألفًا في مصر، كما يعيش نحو نصف مليون فلسطيني في سائر الدول العربية وفي الدول الغربية. ليكون العدد الكلي للاجئين الفلسطينيين نحو 5 ملايين لاجئ. على الجانب المقابل، وبعد 62 عامًا على النكبة نرى الصورة مختلفة عند الكيان الصهيوني، إذ وفقًا لمعطيات دائرة الإحصاء المركزية الصهيونية وهي هيئة شبه حكومية تهتم بهجرة يهود الشتات تقول تقاريرها أن عدد المهاجرين اليهود يسجل تراجعًا نسبته 31%، مرجعًا هذا التراجع إلى عدد من العوامل؛ أبرزها التدهور الأمني والانكماش الاقتصادي في إسرائيل. 62 عامًا تؤكد كل يوم أن أكبر الخاسرين ما زالوا مصممين على الانتصار، وأن حق العودة لن يموت، وأن الفلسطينيين سينزعون ثوب لاجئين وسيرتدون ثوب عائدون.