يبدو أن الرهانات التي كانت تعلقها جبهة البوليساريو على أحداث المناطق الجنوبية المغربية في ماي الماضي قد كشفت عن محدوديتها وأسقطت أهداف الجبهة، بعد أن ظهر أنها كانت مجرد محاولات للاستفزاز بهدف تدويل تلك الأحداث وإبرازها على أنها تظاهرات مشروعة للمطالبة بالاستقلال. فبعد أن اقتنع زعيم البوليساريو، عبد العزيز المراكشي، أن تلك اللعبة التي كانت الجبهة وراءها بتحريض من النظام الجزائري، عاد لكي يدعو إلى حل سلمي لنزاع الصحراء المغربية. جاء ذلك في مؤتمر صحافي بالعاصمة الجزائرية أول أمس على هامش منتدى نظمته جريدة البلاد، حيث حذر المراكشي من تفجر الوضع في الصحراء المغربية، حسب قوله. وجاء هذا الموقف، الذي دل على حصول تحول لدى الجبهة بعد أقل من أسبوع من توجيه عبد العزيز المراكشي رسالة إلى النخبة المغربية عبر صفحات جريدة الخبر الجزائرية، دعا فيه إلى حل سلمي لمشكلة الصحراء، وطالب فيه النخبة المغربية والمجتمع المدني بالمغرب إلى المساهمة في إيجاد مخرج للنزاع. ونظم المواطنون المغاربة المقيمون بإسبانيا أمس الأحد مظاهرات في العديد من المدن الإسبانية "للتأكيد من جديد على مغربية الصحراء والتنديد بالمؤامرة التي يحيكها القادة الجزائريون ضد الوحدة الترابية للمغرب والمطالبة برفع الحصار المفروض على المغاربة المحتجزين بتندوف"، وهدفت هذه المظاهرات، التي نظمت في برشلونة وبلنسية (شرق) والجزيرة الخضراء من طرف جمعيات الجالية المغربية المقيمة بالخارج، إلى "التصدي لحملة تضليل الرأي العام الإسباني التي تقودها منذ عدة سنوات أطراف معادية للمغرب ولوحدته الترابية"، وقالت جمعية المغاربة المقيمين بكتالونيا وأراغون في بلاغ لها "إننا نعيش فصلا جديدا من مسرحية أشرف على كتابتها وإخراجها وتمويلها القادة الجزائريون ضدا على رغبة الشعب الجزائري ورغبة الشعوب المغاربية التي تتطلع إلى الوحدة والاندماج"، كما طالب المتظاهرون بإطلاق سراح المغاربة المحتجزين في معتقلات البوليساريو على التراب الجزائري منذ أزيد من 30 سنة ورفع الحصار المفروض عن المحتجزين المغاربة في سجون البوليساريو بتندوف الجزائرية. من جانب آخر قال وزير الخارجية الإسباني ميغيل أنخيل موراتيونس إن "الوضع القائم في الصحراء لم يعد مقبولا"، وإن "مسلسل الحل السياسي في إطار الأممالمتحدة متوقف حاليا بسبب غياب أي مبادرة". وطالب موراتينوس من الأمين العام للأمم المتحدة في رسالة وجهها يوم الخميس المنصرم إلى وزراء خارجية المغرب والجزائر وموريتانيا ومسؤول العلاقات الخارجية بجبهة البوليساريو تعيين مبعوث شخصي له في نزاع الصحراء المغربية خلفا للبيروفي ألفارو دي سوتو، الذي عينه كوفي عنان قبل شهور مبعوثا له في العراق، وذلك من أجل القيام بجولة في المنطقة وإجراء مباحثات مع مختلف الأطراف لتحريك مسلسل التسوية، كما طالب موراتينوس بتعيين المسؤول الجديد للمينورسو. ادريس الكنبوري