لا توجد معطيات رسمية وحديثة حول عدد الجمعيات العاملة في مجال الطفولة والشباب في المغرب. وكشفت أرقام دراسة أنجزت سنة 2004 أن عدد الجمعيات في المغرب يناهز 40 ألف جمعية. ويشمل هذا العدد الجمعيات التنموية والجمعيات الثقافية والرياضية وغيرها. ويمكن اعتبار هذا العدد من الجمعيات ضعيفا جدا إذا ما قورن بعددها في فرنسا مثلا، والتي يفوق فيها عدد الجمعيات مليون جمعية. غير أن الطفولة لا يتم تأطيرها في جمعيات المجتمع المدني وحدها؛ بل نجد عدة مؤسسات وبرامج رسمية تستهدف الطفولة. وفي هذا الصدد، وإضافة الى دور الشباب المنتشرة في المدن بالخصوص، والتي يعاني أغلبها من ضعف التجهيزات والموارد البشرية، نجد مخططات وبرامج أهمها المخطط الاستراتيجي لوزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن للفترة بين 2012/,2008 كما تقوم الوزارة حسب الوثائق المنشورة بموقعها على النت بتقييم سنوي لتنفيذ خطة العمل الوطنية للطفولة(عالم جدير بأطفاله) 2015/,2006 وأعدت تقريرا ثانيا لخطة العمل الوطنية للطفولة تحت عنوان تقييم منجزات خطة العمل حتى سنة ,2007 قدمته نزهة الصقلي في المؤتمر الوطني لحقوق الطفل بمراكش سنة ,,,.2008 كما تقوم الوزارة بتفعيل وتنفيذ برنامج إندماج لإعادة إدماج الأطفال في وضعية الشارع، وتفعل مضامين البرنامج الوطني إنقاذ لمحاربة تشغيل الطفلات كخادمات... ويؤكد محمد القرطيطي، رئيس الهيئة الوطنية للتخييم، أن العمل في مجالات الطفولة والشباب كان على صعيد المؤسسات العامة أو الجمعوية، أو حتى الخاصة، مجالا واسعا يتوقف على البنيات التحتية ومواصفاتها، وعلى الدعم في التسيير والتنظيم، وأيضا التأطير والمصاحبة. وأوضح القرطيطي، أن المغرب في هذا الباب متأخر وغير مواكب لحاجة المجتمع المتزايدة لدور الشباب، ومراكز الاستقبال والتخييم المختصة بالمجالات المتعلقة بالمرأة والفتاة والطفل، والرعاية والتوجيه والخزانات والمسارح والمنشآت الرياضية وفضاءات التنشيط). وبالرغم من انتشار الجمعيات وتنوع أنشطتها ومجال تدخلاتها، فهي تعاني من ضعف الوسائل المادية واللوجيستيكية، وافتقارها إلى المقرات، إذ تجد نفسها موزعة على مصالح وجماعات ووزارات ومؤسسات إن هي طلبت تقديم الدعم أو الانخراط في أي مشروع، ومن ثم ليس هناك شباك وحيد لتوحيد وتوجيه جهود هذه الجمعيات محلية كانت أم جهوية أو وطنية. وأشار القرطيطي، إلى ضعف التأهيل الجمعوي في مجالات الشراكة والمحاسبة وإعداد وتنفيذ وتقديم المشاريع والبرامج، على الرغم من ظهور مبادرات بتجاوز بعض القصور، وكذا ضعف الثقافة التشاركية المنظمة للتعاطي معها على نطاق واسع، والتجاوب مع ما يطرح مباشرة أو بشكل غير مباشر خاصة عبر البوابات الإلكترونية. ورغم الخصاص في عدد الجمعيات المتخصصة في قضايا الطفولة، يؤكد القرطيطي أن المغرب يتوفر على قاعدة عريضة من الجمعيات الوطنية والجهوية و الإقليمية والمحلية، تتوزع اهتماماتها على مجالات تربوية عامة وخاصة، (ثقافية، كشفية، إبداعية، حقوقية، تنموية، بيئية، رياضية، علمية)، تتقاسم هذه الوظائف و المهام عبر شبكات وجامعات واتحادات وفروع محلية.