لم تعد كلمة حلال مقترنة باللحوم فقط بالنسبة للجالية المسلمة في فرنسا وأوروبا، وإنما باتت علامة استهلاكية وتجارية مميزة لأغلب الأطعمة بدءا من اللحوم، ومرورا بالحلويات وحتى المشروبات الغازية والبيتزا، وهو ما بدا واضحا من خلال استحواذها على الأضواء في معرض الأطعمة العالمية الذي اختتم أعماله أول أمس بالعاصمة الفرنسية باريس. وذكر موقع إسلام أون لاين الذي أورد الخبر أمس، أن عبد اللطيف الطائف المسؤول بجناح حلال الذي شكل أكبر أجنحة المعرض الدولي أكد له أن المعرض شكل مناسبة مهمة للقاء المهنيين المشرفين على قطاع الأطعمة الحلال، ليس في فرنسا فحسب بل وفي أوروبا بصفة عامة. وأضاف الطائف الذي يرأس أيضا لجنة الحلال بالمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية للموقع نفسه: ليس هناك لقاء سنوي يجمع بين الموزعين والمنتجين للأطعمة الحلال، وبالتالي فإن هذا اللقاء الذي تعرض فيه جميع متعلقات الأطعمة الحلال يشكل فرصة جيدة تأتي قبل عقد اليوم الأوروبي للأطعمة الحلال، الذي من المنتظر أن ينظم في أول أكتوبر القادم. وإلى جانب شركات اللحوم الحلال الأوروبية، شاركت بالمعرض شركات أخرى تهتم بإنتاج أطعمة أخرى تحمل علامة حلال، مثل الحلويات والمرطبات والشيكولاتة والمشروبات الغازية الحلال. وقالت ساندرا عصاب المسؤولة التجارية بإحدى الشركات المتخصصة في صنع الحلوى الحلال للموقع لقد راسلنا جميع الشركات الفرنسية الكبرى، وطرحنا عليها سؤالا بسيطا حول مكونات الحلويات التي تباع لديهم، فتأكدنا أن جميع الحلويات التي تباع لديهم من مركباتها زيوت لحم الخنزير، لذلك اخترنا أن نقوم بهذا المشروع لإيجاد حلويات تصنف على كونها حلالا. وشهد اليوم الثاني من المعرض مناقشات في إحدى الندوات يبين ممثلين تجاريين من ماليزيا وباحثين فرنسيين حول صفة الأطعمة الحلال في فرنسا، باعتبار أن ماليزيا لها خبرة ليست قليلة في هذا المجال مقارنة بأوروبا التي تعتبر فيه هذه الصفة حديثة نسبيا. ونقلت وكالة أنباء برناما الرسمية الماليزية عن أحد المسؤولين بشركة فرنسية كبرى للمنتجات الغذائية قوله في تصريح للصحفيين بالمعرض في باريس: قطاع تغذية الحلال في فرنسا ليس لديه أنظمة خاصة ومنسقة لاستخراج سجلاّت الحلال وعملية إجرائية للمراقبة وتعريف الأطعمة الحلال في الأسواق، لهذا ماليزيا لديها عملية إجرائية جيدة في تنمية وتعريف الأطعمة الحلال في فرنسا وباقي أوروبا. واعتبر المسؤول الفرنسي أن ماليزيا تملك مستويات خاصة من جودة الأطعمة الحلال، وإشرافها وتخزينها وهي تتبع اللوائح الإنتاجية والصحية. ومعلوم أن دراسة قدمها الباحث الفرنسي جون كريستوف ديسبري حول تجارة الأطعمة الحلال في فرنسا أخيرا، كشفت أن فرنسا تمثل أكبر سوق للحلال في أوروبا، بعدد مسلميها الذي يتراوح ما بين 6 و7 ملايين نسمة يمثلون نحو 10% من السكان. وأشار الباحث إلى أن استهلاك الحلال يتطور في فرنسا بنسبة 15 بالمائة سنويا، ويشكل رقم مبيعات 5 مليار يورو سنويا، بينما يبلغ الرقم العام لمبيعات الحلال في أوربا بصفة عامة نحو 15 مليار يورو. وفيما يتعلق باللحوم الحلال تقول إحصائيات أوردتها إحدى الدراسات الحديثة بأن حجم مبيعات الحوم الحلال في فرنسا وصل إلى 300 ألف طن سنويا.