ذكرنا في الحلقة السابقة من هذا الركن أن هناك 3 عوامل رئيسية تتدخل جزئيا أو كليا في تقسيم الوظائف بين الرجل والمرأة في البيت وتوصيف بعض الأعمال المنزلية بكونها للنساء فقط. وذكرنا أن منها العامل المرتبط بفهم خاص للدين يفرز أحكاما تفرض نظاما داخل الأسرة يحدد لكل من الرجل والمرأة وظائفهم الأساسية. وقبل الخوض في مناقشة هذا العامل لابد من تأكيد مجموعة أمور حيوية. أولا نحن بصدد مناقشة نظام العلاقات داخل الأسرة المغربية وحديثنا عن دور الدين ومركزية فهمه في هذه العلاقات لا يعني أننا سوف نتحول إلى مفتين في هذه القضايا. لذلك فكثير من القضايا سوف نقاربها من خلال طرح الأسئلة لإثارة النقاش حولها والبحث فيها من طرف المتخصصين في ذلك والمهتمين بها. الملاحظة الثانية تتعلق بالمنهج الذي سوف نتعامل به مع الجانب المرتبط بالدين في نظام العلاقات الأسرية في موضوع عمل الرجل في البيت، إذ سوف نكتفي، وفي إطار الملاحظة السابقة، بنقل النصوص التي تدعم الرأي الذي سوف نتبناه في مناقشة هذه القضايا مما لا يعني حتما الإفتاء في الموضوع. الملاحظة الثالثة تتعلق بكون هذه المعالجة سوف تتركز حول بضعة قضايا مما يفيد أننا في هذا الركن لسنا بصدد تحليل كامل أو عرض شامل للموضوع وإشكالاته، بقدر ما نستمر في طبيعة ركن عمارة الدار الذي يكتفي بإثارة الانتباه دون الدخول في تفاصيل القضايا التي يعالجها. وهذه الملاحظات حيوية لوضع تناولنا للموضوع في إطاره الطبيعي. وفي الحلقة المقبلة سوف نثير القضايا والتصورات التي لها دخل من الناحية الدينية في تحديد وتوجيه العلاقة بين الرجل والمرأة فيما يتعلق بوظائفهم في المنزل. (يتبع)