وضعت وزارة الصحة مخططا حت شعار ولادة بدون خطر، يشمل الفترة الممتدة ما بين عام 2008 و,2012 من أجل تحسين شروط الولادة وتخفيض نسبة وفيات الأمهات من 227 وفاة بين كل مائة ألف ولادة إلى 50 حالة وفاة، كما يطمح المخطط إلى خفض نسبة وفيات المواليد إلى 15 وفاة من بين كل مائة ألف. فهل يساعد واقع مراكز الولادة، خاصة في المدن الصغرى والقرى بقرب تحقيق شيئ من ذلك؟ يكشف واقع مراكز الولادة بالمغرب، وخاصة في المدن الصغيرة والنائية، عن عوالم لا تختلف كثيرا عن عوالم المعتقلات لا من حيث ما تتعرض له المرأة الحامل من صنوف سوء المعاملة والإهمال أو من حيث صنوف الآلام التي تنضاف إلى آلام المخاض وآلام ظروف التوليد القاسية. ومثل هذه الظروف جعلت د. حسن زروف، متخصص بمستشفى الولادات ابن سينا بالرباط، يصف الوضع من زاوية التأطير الطبي بالقول لالتجديد: في السابق كنا نسمع أن الممرضين أو الأطباء ملائكة للرحمة ويتساءل: أين نحن من هذا المثل اليوم؟ ويضيف أن هذه المهنة صارت ميكانيكية بدون روح، خالية من الرحمة والمودة، مثلها مثل مهنة الحداد أو الحطاب....عمل من أجل أجر شهري، فقدت المهنة إنسانيتها بسبب طغيان المادة، وأيضا بسبب نقصها بسبب ارتفاع الأسعار. وتنعكس ظروف مراكز التوليد، من بعدها على التجمعات السكنية وضعف تجهيزاتها، وقلة مواردها البشرية أو ضعف مؤهلاتها وانتشار الفساد الإداري بينها وضعف مؤهلاتها الأخلاقية والإنسانية،..(تنعكس)على الحصيلة السنوية لوفيات الأمهات ومواليدهن في المغرب. وتشير الأرقام الرسمية وأرقام منظمة الصحة العالمية إلى أن المغرب بعيد عن أن يحقق الهدف المرسوم من قبل منظمة الصحة العالمية والمحدد في تخفيض عدد وفيات الأمهات أثناء الولادة إلى ثلاثة أرباعها بين 1990 و.2015 وتكشف معدلات وفيات الأمهات والأطفال عن حقيقة التنمية البشرية، وترهن مؤشراتها المغرب في المراتب المتأخرة عالميا كما أكد ذلك تقرير اليونيسيف لسنة ,2009 إذ أبرز أن المغرب يحتل الرتبة 81 عالميا في ما يخص وفيات الأطفال دون السن الخامسة بنسبة 34 حالة في الألف سنة ,2007 كما أبرز أن 26 % من حالات الولادة في المغرب لا تزال تتم في غياب القابلات أو الإشراف الطبي من أي نوع. ويتساءل الكثيرون عن مدى نجاعة الميزانيات المرصودة لتقليل وفيات الأمهات وأطفالهن، وقد رصدت ميزانية وزراة الصحة برسم ,2010 مبلغ 5,59 مليون درهم من مجموع اعتمادات الأداء للرفع من وتيرة تفعيل المخطط الوطني لتقليص الوفيات لدى الأطفال والأمهات، في ظل تراجع المؤشرات الأساسية في ذلك؟ لتسليط الضوء على وضعية مراكز الولادة في المغرب تقدم التجديد هذا الملف الذي ينقل صورة عن واقع بعضها أملا في إثارة الانتباه إلى واقع الظلم الذي يفرض على المرأة في مغرب القرن الواحد والعشرين. أعد الملف: سناء كريم وعزيزة الزعلي بمشاركة عبد الغني بلوط وحسن البوعزاوي