تعيش ساحة جامع الفنا على إيقاع الاتهامات المتبادلة بين أعضاء مكتب جمعية المأكولات والمشروبات التي تشرف على تنظيم العمل بالساحة العتيقة، (بين رئيسها مبارك بنديش والكاتب العام احمد العنقاوي)، مما انعكس سلبا على التدبير اليومي للساحة، والتي يحج إليها الآلاف من الزوار والسياح يوميا. وحسب شكاية وجهت لوالي الجهة ورئيسة المجلس الجماعي، يطالب عدد من أصحاب الجلسات بالعمل على رفع الحيف الذي لحق بهم، جراء مخالفة مبدأ تكافؤ الفرص في تحصيل الرزق وتطبيق ما ينص عليه الميثاق الجماعي بخصوص استغلال الملك العمومي، وأشار المصدر ذاته إلى أن بعض أفراد الجمعية وأعضاء آخرين يستغلون من جلستين إلى خمس جلسات في آن واحد ويجعلونها مثل صالون طويل عريض يستحوذ على جل الزبائن المترددين على الساحة وترك الآخرين يعانون من مشاكل عويصة أدت بالعديد منهم إلى الإفلاس. وفي الوقت الذي حصلت التجديد على نسخة من استقالة ستة أعضاء من الجمعية المذكورة في يناير ,2010 نفى رئيس الجمعية وجود هذه الاستقالة، مشيرا أن المكتب أقال فقط الكاتب العام بعد إصراره على تحقيق مصالح شخصية، قبل أن يشير في اتصال آخر أن هذه الاستقالة موجودة لكن تخص ممثلي محلات العصير، وقد تم رفضها بإجماع بعد تعبير مكتب الجمعية عن تضامنه مع المستقيلين. وقال رئيس الجمعية مبارك بنديش إن الكاتب العام، بعدما تم رفض أحد مطالبه غير المعقولة، والتي تم قبولها من قبل مكتب الجمعية في بداية الأمر (إدخال براكة لبيع الملابس ضمن جلسات بيع المأكولات) لكن مع احتجاج بعض المنخرطين ومطالبتهم أيضا بتحسين أوضاعهم، تم توقيف ذلك المطلب، مما جعل الكاتب العام يعرقل عمل الجمعية في حل المشاكل الكبيرة التي تعاني منها الساحة؛ سواء في الماء أو الكهرباء أو شبكة الصرف الصحي. وبخصوص الصالونات أشار مبارك، أنه في سنة ,2002 تمت إعادة هيكلة الساحة، وتم الاتفاق على ذلك بحضور السلطة المحلية، بين المجلس الجماعي والمكتب السابق للجمعية، موضحا أن بيع وشراء الجلسات موجود دائما، وقال إن مشكل الحياحة(عاملون ينتقلون إلى جنبات الساحة لاصطياد زبائن) مشكل عويص لكن المعلمين أصحاب الجلسات هم من يشجعون هذا الأمر. وأضاف أن بعض الأشخاص يريدون تسييس الجماعة، مشيرا إلى مستشار جماعي بمقاطعة المدينة يعمل على حشر نفسه في مكتب الجمعية بالقوة، وهو يحمل رقم جلسة مكرر، ولا يعرف لحد الآن كيف حصل عليها من قبل المجلس الجماعي السابق، علما أنه موظف وابنه موظف وزوجته موظفة وابنته موظفة. وقال أحمد العنقاوي الكاتب العام للجمعية إنه يتوفر على وثائق خطيرة حول خروقات داخل الجمعية، سيعمل على إظهارها للجميع، موضحا أن جميع أصحاب الجلسات يشتكون من أصحاب الصالونات، ومشيرا أن إقالته كانت بدون حضوره وبدون الاستماع إليه. ويتجه المحتجون إلى تشكيل مكتب لجمعية جديدة خاصة فقط بالمأكولات بسبب ما أسموه الظروف الصعبة التي يعيشونها، ولعدم قدرة الجمعية الحالية على تنظيم الساحة واهتمامها بمصالح بعض أعضاء المكتب ومصالح بائعي العصير والفواكه اليابسة، وعدم قدرتها على عقد جمع عام سنوي. يذكر أن المجلس الجماعي لمدينة مراكش كان قد كاتب سابقا ولاية مراكش من أجل تفعيل مذكرة تخص تنظيم الساحة فيما يتعلق بتجاوزات بعض الباعة في عرض مأكولاتهم واستغلال بعضهم لفضاءات ليست في ملكياتهم، غير أن رد الولاية كان هو عدم وجود من يوقع المذكرة، حينما كان الوالي الجديد لم يتم تعيينه بعد.